ثلاثين سنة زواج وقلبي ما ذاق يوم راحة

 "ثلاثين سنة زواج... وقلبي ما ذاق يوم راحة حقيقية"

أنا امرأة متزوجة من ثلاثين سنة، أم لثلاثة أولاد، أكبرهم تزوج وكون له حياته، وأصغرهم عمره 14 سنة. عشت حياتي كلها صابرة، أتحمل، وأكتم في قلبي، لين صار قلبي مثل المقبرة، مليان أوجاع وصرخات ما حد يسمعها.


محاور المشكلة 

  • زوجي يشرب الخمر
  • زوجي يهملني ولا يتكلم معي
  • زوجي ما يقول لي كلام حلو
  • زوجي عايش حياته
  • زوجي ما يصرف علي.


زوجي ما كان يوم إنسان حنون، ولا شفت منه معنى الشراكة الزوجية. من أول زواجي وهو يعزلني عن الناس، حتى صديقاتي وأهلي انقطعت عنهم غصب، بحجة الغيرة والحرص، لكن مع الوقت اكتشفت إن الغرض مو حرص... الغرض تحكم وسيطرة وعزلة مدروسة. كنت أعيش في بيت كأني جدار، أو قطعة أثاث قديمة، لا صوت لي ولا قرار.

عشت سنين طويلة محرومة من أبسط حقوقي كزوجة، لا كلمة حلوة، لا لمسة حنان، لا اهتمام. هو يعيش حياته بطريقته، يطلع، يسهر، يشرب خمر شبه يومي - والعياذ بالله - ويرجع للبيت وهو في حالة ما يعلم فيها إلا رب العالمين. وكل ما رجع، بدأ الاستفزاز، كلمة تجر كلمة، نظرات احتقار، وحتى ألفاظ جارحة، يسب، يهين، ويتهمني بأشياء ما تخطر على بال. شوه سمعتي حتى قدام أولادي، يقول عني كلام باطل، وأنا والله بريئة، وقلبي نظيف. ما قدرت أدافع عن نفسي، صرت أنكمش من المواجهة، لين صار عندي رهاب اجتماعي حقيقي.

كل شي كان يستفزه، لبسي، كلامي، حتى صمتي! إذا سكت قال لي: "انطمي"، وإذا تكلمت قال: "ما أحد طلب رايك". كنت أنام وأنا أبكي، وأصحى وأنا على نفس الحال، حتى جسدي تغير، صحتي النفسية تدهورت، صرت أحس إني إنسانة ميتة بس ما دفنوها.

ما عندي مصدر دخل، ما أشتغل، عايشة تحت رحمة إنسان ما يخاف الله. ما فيه سند، ولا ظهر، حتى أهلي علاقتي فيهم صارت باهتة، بسبب العزلة اللي حطني فيها من زمان. كل يوم استفزاز، كل يوم ضغط نفسي، وأنا أقاوم بصمت.

أنا مؤمنة بالله، وموقنة إن ربي ما ينسى عبده، لكني وصلت لمرحلة إني ما أدري كيف أتعامل مع الاستفزازات اليومية اللي تقتل فيني كل شعور، وتستنزف طاقتي وتخليني كل يوم أذبل أكثر.

وش الحل؟ كيف أوقف على رجولي؟ كيف أستعيد ذاتي؟ هل في أحد مثلي حس بهذا الإحساس؟ أبي نصيحتكم وخبرتكم، قبل لا تضيع الباقي من عمري...

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

أختي الكريمة، أول شي الله يعينك ويصبر قلبك، وأقدر ألمك تمامًا لأن هالنوع من الصدمات يهز الثقة من الجذور، خصوصًا وأنتِ في بداية حياتك.
أنا برأيي لا تتسرعين في قرار الانفصال، لكن في نفس الوقت لا تتهاونين أبدًا مع موضوع زي شرب الخمر، لأنه حرام عظيم ومؤشر خطير على ضعف الوازع الديني.

خذي خطوة للخلف، راقبي، وشوفي:
هل فعلاً تاب وترك؟ هل فيه ندم حقيقي؟ هل مستعد يتعالج أو يدخل في برنامج إقلاع إذا كان مدمن؟
واحرصي على تكون لك شروط واضحة وصريحة: ما فيه أي تهاون، لو رجع لها مرة ثانية، تكون النهاية. احمي نفسك من بدري، وحطي حدودك من الآن.

غير معرف يقول...

أختي الغالية، أول شي احتسبي وادعي الله يهدي قلبه ويصلح حاله، يمكن الله ابتلاك فيه لحكمة أكبر، ويمكنك تكونين سبب هدايته.
هو اعترف، وقال ناوي يتركها، يمكن فعلاً كانت لحظة ضعف. الإنسان مو معصوم، وكلنا نغلط، بس المهم إن فيه نية للتغيير.

حطي في بالك إن الزواج مو دائمًا وردي، والمواقف الصعبة هي اللي تبيّن معدن الشريك. أعطيه فرصة، بس لا تفرطين في نفسك، خلي عينك مفتوحة، وادعي الله يريك الحق حقًا ويرزقك القرار اللي فيه خيرك.

وإذا تكررت الخيانة، أو استهتر بمشاعرك مرة ثانية، وقتها لا تلومين نفسك أبدًا، لأنك منحتيه الفرصة، وكنتِ قدها.

إرسال تعليق