أنا مطلقة.
مو من فترة طويلة… ومو لأن ما كنت أحبه. العكس، كنا نحب بعض من زمان، من حنا صغار، من حنا نلعب مع بعض ونضحك ونحلم بحياة نعيشها سوا.
تزوجته بعد سنين من التعلّق… ولد خالتي، وأول حب في حياتي.
بس الحب لحاله ما يكفي.
كنا نختلف كثير، وكنت دايم أحس إن بيننا فجوة ما تنردم.
أنا بطبعي أحب أشارك، أستشير خواتي في أمور الزواج، وهم متزوجات وعاقلات، أنفتح معهم، أفضفض…
بس هو؟ يشوف هالشي تدخل، ويقول لي دايم: "حياتنا لنا، لا تقلدين الناس، لا تمشين على كلام غيرنا."
وكان يغار، غيرة مو طبيعية…
إذا نزلنا مشوار وشفنا شباب واقفين، يروح يقول لهم: "يلا تفرقوا"،
وأنا أوقف مصدومة، محرجة، مدري وش أقول، كأني أنا الغلطانة!
وأبدأ أتساءل… هذا خوف؟ ولا شك؟
مرة حتى سألت مستشار، قال لي: دام ما يفتّش جوالك ولا يتجسس عليك، هذي غيرة مو شك… بس قلبي ما كان مرتاح.
كان له رأي في كل شيء: لبسي، مكياجي، طريقتي…
وأنا كنت أعانده، أقول: "ليش كل شيء تتحكم فيه؟"،
وأهو يعصب، يطلع من البيت، ومرّة قال لأخوي: "إذا بتظل على كذا، ما تسمع كلامي وتسمع لأهلها، بطلقها."
هنا وقفت.
قلت لا… أنا مب لعبة أحد يقول فيها "أطلقها" بهالسهولة.
جلست في بيت أهلي… ما رجعت.
وكبرت فيني فكرة إنه ما يهمه… وإنه ممكن يخليني في لحظة.
رجع، حاول، كل أسبوع يمر…
وأنا مرة أقابله، أقول له: "ما أبيك"،
ومرة أرفض حتى أشوفه.
صار يرسل خدامتنا برسائل، يعتذر…
وأنا؟ والله حسيت بنشوة، حسيت بقيمتي، حسيت إنه يحبني، وإنه مستعد يسوي أي شي عشاني.
حتى أمي كانت تقول: "ما راح يتركك، يحبك حب، واضح في عيونه."
بس أنا صممت.
كنت مشحونة، ورافضة، وراسية على قرار.
وطلقت. طلقة وحدة، بورقة من المحكمة.
وما فكرت بعدها…
كنت أحس إني فزت، إني قوية، إني ما رضيت بالإهانة.
لكن بعد كم أسبوع… تملّك.
تملّك على وحدة ثانية.
وانهارت فيني أشياء ما كنت أعرف إنها موجودة.
ليه؟
ليه ما انتظر؟
ليه ما ترك لي مساحة أراجع نفسي؟
ليه ما قال لي "أنا أنتظرك"؟
مو احنا نحب بعض؟ مو قضينا عمر نحلم نعيش سوا؟
أحس بحرقة في صدري، غصة ما تروح.
أنا أحبه… وأعرف إنه يحبني، بس تزوج!
ما صارت حياتي مثل قبل… صرت أراقب أخباره، أستنى أي خبر يقول إنه انفصل أو تراجع، وكل يوم أقول: "يمكن يرجع، يمكن يتذكرني."
صديقاتي يقولون: "انسي، الوقت كفيل."
بس ما أبغى أنسى، ما أبغى غيره، حتى لو بقيت لحالي باقي عمري.
وصرت أفكر…
أرسل له؟ أقول له: "رجعني قبل زواجك"؟
ولا أبلع القهر وأسكت، وأعيش على ذكرى حب كان المفروض يظل؟
بس خايفة… خايفة أرجع له ويشوفني متنازلة،
وخايفة أضيّع آخر فرصة، وأندم ندم عمري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق