أنا إمرأة عمري 32 سنة، متزوجة من ثمان سنين، وعندي طفلين…
زواجي للحين قائم، بس بصراحة؟ ماشي على ساقين مشلولتين، وحدة اسمها "مضادات الاكتئاب"، والثانية اسمها "الاستسلام".
أنا ما كنت أبغى شي كبير،
كنت أبغى بيت فيه دفء، فيه حوار، فيه ضحكة،
كنت أبغى "سكن ومودة ورحمة"…
هذا كثير؟
أنا ما لقيت شي، لا سكن، ولا مودة، ولا حتى كلمة.
زوجي ما يطلب مني إلا أطبخ… وأكون جاهزة وقت ما يبغى العلاقة،
وبس.
إذا تكلمت؟ قال لي: "خليني بحالي، لا تتدخلين."
وإذا حاولت أفتح سالفة؟ يهز راسه أو يرد بـ"أي"، "لا"، "مدري"،
وبعدها يصير الصمت سيد الموقف… وأنا؟
أنا أذوب في هالصمت، مرة بعد مرة، لين نسيت صوتي.
كنت أحاول… أرجع أبدأ… أفتح باب تواصل جديد…
بس دايمًا ينسد الباب في وجهي، لين غلبني اليأس.
صرت أطلع من البيت وأقعد عند أهلي أسبوع، أسبوعين، شهر…
مو هروب، بس أبحث عن إحساس بالونس، بشعور إن فيه ناس تبيني، تسمعني، تشاركني.
وبعدين جا الاكتئاب.
ثقل… ثقل ما تحمله بشر.
رحت لطبيب نفسي، قال لي: "انتي مكتئبة، وتحتاجين علاج"،
أعطاني أدوية، ولما آخذها أقدر أعيش، أقدر أتحرك شوي، أقدر أشيل عيالي وأطبخ وأقوم من السرير.
بس إذا وقفت الأدوية؟ أنتهيت.
أكون جسد نايم، ما فيني طاقة أقول "صباح الخير"،
ما أقدر أبتسم، ولا أرد على واحد من عيالي،
كل شي يصير بلا معنى، كل الناس بلا صوت، وأنا بلا وجود.
الناس تقول لي: "عشان عيالك لازم تتجاوزين"،
بس ما يعرفون إن فيه لحظات… حتى عيالي ما يقدرون ينقذوني فيها، مو لأني ما أحبهم،
بس لأني أكون غايبة… مو موجودة.
أنا ما تكلمت أبدًا عن الطلاق،
مو لأني ما أبغى أتحرر،
بس لأني عارفة إن التحرر راح يجيب لي سلسلة جديدة من القيود،
أعرف إن زوجي ما راح يصرف، ما راح يسأل، ما راح يساعد.
أنا اللي راح أركض، أشتغل، أتعب، وألهث عشان أوفر لهم كل شي.
وأنا ما فيني…
أنا أصلًا بالكاد واقفة.
أقول لنفسي: يمكن أجن، يمكن يوم أنتحر، يمكن يصير شي كبير،
بس حتى هذي الأفكار صرت ما أهتم لها،
أنا بس أبي أعيش يومي بدون ما أتحول لجثة باردة،
بس أبي أمر يومي بدون ما أشرح لأحد ليه قلبي ثقيل، وليه عقلي مسجون.
أنا انسانة… عايشة بين حبة دواء ودمعة مخنوقة،
مو لأني ضعيفة،
بس لأني ما عندي خيار ثاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق