متى باخذ راحتي في بيتي مع زوجي

 أنا متزوجة من كم سنة، ولما كنت بنت دايم أحلم ببيتي الخاص، وكنت أقول خلاص، أول ما أتزوج بيصير عندي مملكتي، غرفتي، لبسي، راحتي، خصوصيتي، أطلع وقت ما أبي، أدخل متى ما أبي، أعيش حريتي مثل ما أبي، بدون لا أحد يقول لي وين رايحة، ولا ليش لابسة كذا.

بس تزوجت، والواقع طلع غير.
بداية زواجي كنت ساكنة في بيت أهل زوجي، وربي شاهد كيف كنت متضايقة.
لا آخذ راحتي بلبسي، أخاف ألبس شي وأحد يعلق أو أحد يدخل فجأة، ولا حتى المطبخ لي حرية فيه، ولا غسيل ملابسي، ولا أكلي مثل ما أحب.
حتى خروجي مع زوجي كان محسوب، لازم نرجع بسرعة، ولا لازم نأخذ أحد معنا.

مرت السنوات والحمد لله، أهل زوجي قرروا ينتقلون بيت ثاني، وأنا وقتها حسيت الدنيا تزينت، حسيت أخيراً بعيش براحتي.
بس فرحتي ما تمت.

زوجي كل أسبوع، بالكثير أسبوعين، يجي يقول لي: "يلا نروح لأهلي."
وأنا ما أقول لا، أقول ما يخالف، نشوفهم ونرجع.
بس المصيبة، ما نرجع!
نقعد عشرة أيام، مرات نوصل لعشرين يوم!
والله العظيم أني أطفر، أحس أني قاعدة على أعصابي، ما أرتاح لا نفسياً ولا جسدياً،
كل ملابسي ببيتي، عنايتي، أغراضي، حتى ترتيب نومي يخترب.

مرة نسيت أخذي معاي جهاز العناية بالبشرة، وجلست كم يوم أحس بشرتي تخرب علي، ولما قلت له بأروح أجيب بس الجهاز، قال لي: "خليها، ما يحتاج، بعدين نروح سوا!"
يعني لا هو خلاني أرجع ولا حس بمعاناتي.

ويا كثر المرات اللي أقعد أكلم نفسي مثل المجنونة، من كثر ما أنا مخنوقة، أتمشى داخل البيت وأنا أتحلطم بصوت واطي، أحس كني ما لي مكان، غريبة وسطهم، مع إن أم زوجي طيبة ومسالمة، بس برضو... أنا ما آخذ راحتي.

حتى لبسي!
مرة أبي ألبس عباية معينة عشان باطلع مع زوجي، اكتشفت إنها ببيتي.
ومرة كنت أبي أسوي ماسك، بس كل أغراضي هناك.
ولا لما أقعد أبكي وأخنق دموعي، عشان ما أحد يحس،
ولا أقول لزوجي “ودي أرجع” يحسسني إني ناكرة جميل، وإنه لازم أزورهم، وإنهم يحبوني.

بس أنا ما أكرههم، والله العظيم إني أحبهم وأحترمهم، بس أبي بيتي، أبي خصوصيتي، أبي راحتي النفسية،
تعبت من المجاملات، وتعبت من إني أخاف أزعل أحد، وحتى لما أطفش ما أقدر أقول “أبي أرجع”.

وش أقول؟
وش أسوي؟
أنا أحاول أرضي الكل، بس أحس نفسي أنا الوحيدة اللي مضغوطة وساكتة.
هل في وحدة مثلي؟ كيف قدرت تتصرف؟
هل جرأت نفسها وقالت؟ ولا ضحت مثل ما أنا قاعدة أضحي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق