زوجي يؤجل كل شي

 زوجي يؤجل كل شي، 

زوجي يؤجل كل شي.. وأنا صرت عايشة على الوعود"

أنا ما أدري إذا فيه أحد عايش نفس حالتي، بس بقول لكم كل اللي بقلبي يمكن أرتاح شوي.

أنا متزوجة من إنسان دايم يقول "بعدين"، "إن شاء الله"، "الحين مو وقته"، "خل نخلص من هذي أول"، "اصبري شوي"، "مو أولوية"، "ما نستعجل".. كلمات صارت تتردد على أذني كأنها موسيقى حزينة ما لها نهاية. أي شي أطلبه، أي موضوع نفتحه، أي حلم أحاول أعيشه، دايم يتأجل.. وكل شي في حياتي صار مؤجل، حتى أنا أحس نفسي صرت مؤجلة.

طلبت منه نغير الأثاث؟ قال الحين خلنا نجمع شوي، بعدين نشتري شي نظيف ومكلف.. مرّت سنتين ولا تحركنا.

قلت له أبي نطلع سفره، أغير جو، أتنفس، قال لي بعد رمضان، وجا رمضان وراح، وقال بعد العيد، وجا العيد وراح، واللي بعده، وإحنا مكانك راوح.

قلت له أبي أروح زيارة لأهلي، لي شهور ما شفتهم، قال بنرتبها بعد الراتب الجاي.. ومرّ الراتب وما رتبنا شي، وصرت حتى أهلي أشتاق لهم وأكتم شوقي.

حتى لما حملت وقلت له نجهز للبيبي، قال بدري، نجهز بعدين.. وجا البيبي ولسى فيه أشياء ما جهزها، وتحمّلتها أنا من حالي.

أنا تعبت من كلمة "بعدين"، حتى على مستوى مشاعرنا، على مستوى علاقتنا، هو أجل كل شي، أجل حبه لي، أجل اهتمامه، أجل حتى جلساتنا وسوالفنا. أطلب منه نقعد سوا شوي، أفضفض له، أتكلم، يقول تعبان، خليني أنام، بكرا نحكي.. وبكرا عمره ما جا.

مرة كلمته بدموعي، قلت له: "أحس إن حياتي كلها انتظار، وأنا كل يوم أصغر أحلامي تنطفئ جواي، أبي أحس بشي يتحقق، حتى لو شي بسيط، حتى لو عشاء برا". قال لي: "انتي تبالغين، ليه ما تصبرين؟ كل شي بوقته حلو". طيب يا أخي متى وقته؟ سنين وأنا أصبر، متى؟

أحس إن حياتي كلها على الرف، وأنا قاعدة أضيع فيها شوي شوي، ومو قادره حتى أعاتبه لأن دايم عنده مبرر، دايم عنده شغل أو ضغوط أو مشاكل أهم، وكأني أنا دايم في ذيل القائمة، أخر أولوياته، وكأني مو مرته، كأني عايشه في الحلم وأنتظر أحد يصحيني.

حتى بيتي متعبني، في أشياء تحتاج تصليح، قلت له مليون مرة، جدار يتشقق، باب يطلع صوت، مكيف يهرب مويه، وكل مرة يقول "بكرا"، ولا بكرا صار، ولا أحد جا.

أحس ما فيه رجل يمشي معي بهالدرب، فيه ظل رجل، بس ما فيه خطوات تمشي، كل شي متوقف.. وأنا داخلي مليان مشاعر متراكمة، بين الحزن، وبين القهر، وبين الانتظار اللي طال بدون أي نتيجة.

أنا مو مادية، ولا طماعة، بس ودي أحس إن زوجي يتحرك، يبادر، يحسسني إني أستاهل، مو بس أكون في قائمة "إن شاء الله"، وأنام كل ليلة على وعود ما تنام.

ودي أعيش، ودي أحقق، ودي أفرح، ودي أحس إن لي قيمة، إن صوتي مسموع، وإن حياتي تمشي لقدّام مو راجعة ورا أو واقفة بمكانها.

ودي لو مره وحده يقول: "يلا نروح"، بدون ما أطلب، وبدون ما أذكّره ألف مرة.

ودي أحس إنه يشيل عني، مو كل شي أنا أطلب وأنا أتابع وأنا أنجز، وهو دايم يعِد، ولا يوفي.

ودي بس... أعيش بدون تأجيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق