"أنا مطلقة... وأعيش في حيرة لا يعلمها إلا الله"
أنا وحدة كنت أحلم بالسعادة، رسمت في خيالي حياة مع رجل يفهم قيمة الزواج والحياة المشتركة، لكن للأسف الواقع كان شيء ثاني.
استمر زواجي سنة ونص… سنة ونص كلها تعب ووجع، كنت أتحمل وأصبر، ما كنت أفكر في الطلاق أبدًا، لكن لما ربي كتب لي أكون من بين الآلاف اللي صاروا مطلقات، عرفت إن أحيانًا الطلاق هو النجاة الوحيدة.
رجعت بيت أهلي وأنا شايلة لقب "مطلقة" في عز شبابي، كنت قوية أول شهرين، ماسكة نفسي، أحاول أقنع نفسي إن هذا كان خير، لكن بعدها… انهرت.
انهارت قواي، صرت حزينة جدًا، حتى رحت لطبيب نفسي وشيخ يقرأ علي… وفعلاً شوي شوي بدأت أرجع للحياة، رجعت أضحك وأفرح وأتفاعل، والحمد لله إن زواجي ما خلّف أطفال، لأنه كان بيزيد وجعي لو كنت انفصلت وأنا أم.
أهلي، صديقاتي، قريباتي… الكل وقف معي، واحتضنني، وفهم إن اللي صار كان غلطة شابها خداع من رجل ما قدّر النعمة اللي كانت بيده.
الآن لي ثلاث سنوات من طلاقي، وكل ما تقدم لي أحد أحس قلبي يرجف، أخاف أكرر نفس التجربة، صرت أكثر حذر، أكثر وعي… بس الصراحة؟ الخوف متملكني.
أنا محتارة بين اختيارات كثيرة:
-
شاب لم يسبق له الزواج:
تقدم لي واحد قبل فترة، ورفضته لأني كنت توّي طالعة من تجربة مؤلمة، بس دايم أفكر… هل الشاب اللي ما تزوج ممكن يذلني بكرة؟ يقول لي "احمدي ربك إني خذيتك وأنتِ مطلقة"، هل أتحمل كلمته؟ وهل أعيش خاضعة خوفًا من طلاق ثاني؟ -
رجل مطلق وعنده أطفال:
أقول ممكن يكون ناضج، مر بتجربة زينا، وبيكون قدّ المسؤولية… بس أرجع أقول: طيب لو رجع لزوجته؟ ولو عياله صاروا يعيشون معنا؟ وأنا لسه ما جبت عيال، كيف بتقبل؟ وأنا ما أحس إني قادرة أتحمل تربية عيال مو عيالي! -
رجل متزوج ويبيني زوجة ثانية:
كنت أرفض هالفكرة تمامًا، أقول مستحيل أكون زوجة ثانية، بس لما أشوف العمر يمضي، وكل اللي حولي تزوجوا وخلفوا، أحس قلبي يلين، وأقول: يمكن أرتاح، يمكن أعيش، إذا كان هو إنسان طيب وعلى دين وخلق ومقتدر… ليش لا؟
بس أخاف… أخاف يرجع يحب زوجته الأولى، يفضّلها علي، أو ينشغل بعياله ويتركني، وأرجع وحيدة مرة ثانية.
كل فكرة أدوّرها في بالي، وكل خيار له خوفه وحسبة عمره.
وأكثر شي يقهرني؟ نظرة الناس…
ليه لما وحدة تنفصل لازم ترضى بأي شي؟
ليه إذا وحدة مطلقة يعتبرونها أقل؟
بينما الرجل إذا تطلّق يلقى أفضل البنات وبدون حتى ما أحد يسأله "ليش طلّقت؟"
أنا إنسانة… لي كرامة، لي إحساس، لي قلب.
أبغى أعيش بكرامة، مو أتنازل عشان بس أكون "زوجة".
أبغى شريك يعرف قيمتي، مو يعتبرني فرصة ضايعة.
أنا الآن في مرحلة حساسة جدًا، قلبي يقول لي أستقر، بس خوفي يقول لي انتبهي…
أرجوكم، شاركوني بآرائكم وتجاربكم، عطوني من خبرتكم،
لأن فعلاً… أنا في حيرة توصل للحد اللي يمنعني من النوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق