زوجي قهرني سنوات ولا همه

 صبرت عليه عمر… وآخرته قال لي: "يا ترضين بزواجي، يا تطلعين"

ما عاد أعرف كيف أوصف شعوري… أنا متزوجة من 17 سنة، بيني وبينه عشرة عمر وعيالنا كبار، أكبر واحد في الجامعة وأصغرهم عمرها 10 سنوات. ما كنت ناوية أتكلم عن التفاصيل القديمة، بس يمكن لازم أفضفض شوي علشان أحد يفهم أنا وش قاعدة أعيش.

زواجي ما كان لا جنة ولا جحيم… كان فيه ضحك وفيه دموع، حب وهواش، رضا وضرب. كنت أقول عادي، كل بيت فيه مشاكل. بس المشاكل كانت تكبر وتزيد كل ما دخل بيتي أحد من أهله. أنا على نيّتي، أكرم الضيف وأضحك في وجههم، ما كنت أدري إن الطيبة أحيانًا تجيب لك الغدر.

كبرت المشاكل، وكنت أركض لأبوه الله يرحمه، أشوف فيه صورة أبوي اللي فقدته بدري، أشتكي له، يهدي الوضع… وكل مرة أرجع أقول يمكن تعدي. لين جاء يوم، زوجي ضربني قدام بناتي، وأنا خلاص، انكسرت. رحت ناديت أبوه، وقلت له بصريح العبارة: “لو أبوك عايش ما خلاك تعيش مع واحد يهينك كذا، وأنا ما جبتك عشان تحل المشكلة، جبتك تشهد، علشان يوم يصير في مجلس رجال، أحد يوقفه، وأنت كنت تعرف وساكت”.

من يومها تغير، صحيح ما عاد مد يده، بس نقل الغضب لعياله، والبنت الكبيرة لين اليوم تقول: “ما أسامحه أبد”. بدل ما يكون لهم سند، صار كأنهم عدوّه. كل شي ينتقده، كل شي يحطمهم فيه… حتى نجاحاتهم الدراسية، يتهكم عليهم قدامي ويقول إنهم فاشلات زي أمهم، ولما أواجهه، يقول يمزح. بس المزح اللي يترك كسر ما يتصلّح، هذا ما هو مزح.

أنا؟ صبرت… كثير. بس والله العظيم تعبت من جو الانتقاد والسخرية المستمرة، من الألفاظ البذيئة، من الغرور اللي ما له مبرر، من الغيرة مني حتى لو قلت كلمة حلوة قدام الناس.

المشكلة؟ مؤخرًا صار يلمّح كثير إنه بيفكر يتزوج. يقول: “أبي وحدة ثلاثينية تجدد شبابي”، ويقعد يتكلم بثقة إنه بيرتب أموره وبيخطب. وأنا أسمعه، أحس كأني قاعدة أتفرج على نفسي وهي تنكسر حبة حبة. سكتّ، بس جوّاي انفجر.

قلت له: “خذ راحتك، بس ردة فعلي ما راح تعجبك”. قال لي بكل برود: “يا تبقين، يا تروحين”.

يعني بعد كل شي، بعد مرضي، وضغطي، وأعصابي اللي تدمرت بسببه، يبيني أختار بين وجعي وبيني وبين كرامتي. وأنا داخلي مو عارفة… هل أكمل عشان بناتي؟ أو أوقف عشان نفسي؟

كل يوم أفكر… هذا هو جزاء صبري؟ هذا هو الوفاء؟


اللي قهرني مو إنه بيتزوج… القهر إنه يظن إنه كل يوم يهينني، وأنا أرجع مثل العادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق