أنا امرأة عمري 31 سنة، متزوجة من 12 سنة، وعندي طفلين هم كل دنيتي، هم النور اللي بعد ربي، مخليني أقدر أفتح عيني كل صباح وأقول "لسه فيه شي أعيش له".
زواجي كان من أول يوم اختبار صعب… ضرب، شتم، إهانة، خيانة. عشت في بيت أهله، وما كنت أُعامل كزوجة، كنت حرفياً خادمة. لا كرامة، لا احترام، حتى "شكراً" ما أسمعها.
تحملت كثير، وسكت. كنت صغيرة، يتيمة الأم من الطفولة، وزوجة أبي ما كانت تطيقني وأنا بنت، فكيف بتقبلني اليوم وأنا مطلقة ومعي طفلين؟ ما كان لي ظهر أرجع له، ولا بيت أرتاح فيه. عشان كذا، كنت أقول لنفسي دايم: "اصبري، الله بيعوّضك".
بعد معاناة طلبت منه سكن لحالي، سكنت أنا وطفلي، وهو؟ تركنا. هاجرني 7 سنوات، لا كلمة، لا اهتمام، لا حتى إحساس بوجودنا.
سبع سنوات صمت، وجفاف، ووحدة قاتلة. ما أذكر يوم صحيت فيه وشعرت إني "زوجة" أو "امرأة لها قيمة". بس كنت دايم أقول: "مو مشكلة، المهم عيالي ما يحتاجون أحد غيري". صبرت عشانهم، تحملت كل شي عشانهم.
لكن تعبت… أقسم بالله تعبت. الوحدة تأكلني. الخذلان ينهشني كل يوم. والناس؟ الناس ما ترحم. لا اللي حولي حنون، ولا الظروف كانت عادلة. ولما أفكر أرجع بيت أبوي، أتذكر نظرات زوجة أبي، وأقول: "لا والله، الجوع ولا المذلة".
بس في وسط كل هذا الظلام… عندي حلم.
يمكن البعض يشوفه بسيط، بس بالنسبة لي هو الدنيا كلها:
أعيش في مكة.
مو زيارة، مو عمرة، مو أسبوع وأرجع.
أعيش هناك، أربي عيالي في أطهر أرض، وأموت وأنا ساجدة في الحرم.
أبي بيت صغير، حتى لو كان غرفة، حتى لو كان مؤجر، بس يكون هناك… قريب من بيت الله.
أبي سجدة تطهرني من كل اللي عشته، أبي حياة ما فيها خوف، ما فيها ضرب، ما فيها خيانة.
أنا ما أطلب شي كبير.
أنا بس أبي أعيش بكرامة.
أبي أتنفس وأحس إن لي مكان في هالدنيا.
ادعوا لي يا بنات، الله يكتب لي طريق لمكة، يفتح لي باب من عنده، ويعوضني عن سنين الألم بأيام هدوء وسكينة.
أنا تعبت، وما لي بعد الله غير دعواتكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق