"حماتي تكرهني وتغار مني"
أنا متزوجة من سنتين، ساكنة في بيت أهل زوجي مجبورة مو باختياري، واللي كنت أحسبه في البداية بيت عائلة وحب صار بالنسبة لي زنزانة من القهر والضغط النفسي.
ما كنت أتخيل إن حماتي راح تكون أكبر عدو لي في حياتي. من أول أسبوع زواج، بديت أحس إن فيه شيء غلط. نظراتها لي مو طبيعية، تراقبني بكل تفاصيل حياتي. لو لبست زين، قالت: "تبين تفتنين ولدي؟" ولو لبست عادي، قالت: "ما تهتمين بنفسك له، شكله ندمان على الزواج."
كنت أحاول أتقرب منها، أهديها، أساعدها، حتى في شغل البيت ما كنت أقصر، بس دايم تعاملني ببرود وجفاف، وتنتقدني في كل شي. مرة سمعتها تقول لأخته: "هذي مو كفو لولدنا، شلون اختارها؟"، ومرة ثانية دخلت علي وأنا أضحك مع زوجي وقالت: "هذي تمثل، وجهها وجه مكر، وراها نوايا مو زينة".
أصعب شيء إن زوجي ما يشوف اللي يصير. قدامه تتصنع إنها تحبني، تضحك، تمدح، لكن أول ما يطلع أو ينشغل تبدأ تطلع وجهها الثاني، لدرجة إنها صارت تدخل غرفتي من غير استئذان وتفتش أغراضي، ولما أتكلم تقول لي: "بيت ولدي، وأنا أفتش اللي أبيه!"
تتدخل بكل شيء، حتى في لبسي داخل الغرفة، تقول: "ليش كذا؟ وش تبين توصّلين لهاللبس؟"، وإذا تأخرت في تجهيز الغداء أو ما عجبها طبخي قدام الكل تهينني وتقول: "ما تعرف تطبخ إلا الشوربة، كأنها تربت في مطبخ عمال!"
أما إذا زوجي اشترى لي شيء، أو جاب لي هدية، تقوم الدنيا وما تقعد. تعصب وتقول له: "أنا اللي تعبت وربيتك سنين، ما شفت منك هالكرم، والحين تعطي وحده ما تعرف قيمتك؟"
والمصيبة إنها تقلب الكل ضدي! أهل زوجي صاروا ياخذون منها ويعطون، ما أحد يوقفني أو يدافع عني. أحس إني محاصرة، حتى راحتي في غرفتي معدومة، وخصوصيتي ما لها وجود.
مرة من المرات، كنت مريضة وتعبانة جدًا، جلست في السرير ما قدرت أقوم أساعدهم، راحت وقالت لزوجي: "شوف مرتك، ما تقوم إلا تاكل وتنام، ما تحس بالمسؤولية، شكلها بس جالسة تستنزفك." وزوجي بدل ما يواسيني، صار يسحب مني وما عاد يهتم مثل أول.
صرت أحس إن الغيرة أكلتها. تغار حتى من حب ولدها لي، تغار من ضحكتي، من لبسي، من كل شيء صغير! وحتى لما حملت، بدل ما تفرح، قالت لي: "يا ليتك ما حملت، أقل مشاكل وأقل مصاريف."
أصلي وأدعي ربي ليل ونهار إنه يفرجها علي. حلمي الوحيد إن يكون لي بيت مستقل، أعيش فيه براحتي، بلا قهر، بلا تدخل، بلا نظرات سم، لكن زوجي رافض، يقول: "ما أقدر أترك أمي لحالها."
وأنا بين نارين... رضا زوجي، ولا راحتي وكرامتي اللي تُهدَر كل يوم؟ هل أستمر وأصبر؟ ولا أطلب الطلاق عشان أعيش بكرامة؟ قلبي صار ثقيل، وعيوني ما عادت تعرف النوم.
هناك تعليق واحد:
هلا وغلا يا أختي، أقسم بالله وأنا أقرأ كلامك كأنك توصفين حماتي بالحرف، يا بنت الناس عشت نفس اللي انتي فيه، كأنك تروين قصتي من أول حرف لآخر تنهيدة!
أنا بعد كنت ساكنة في بيت أهل زوجي، مو بكيفي، غصب عني، وكنت أقول عادي بصبر، الأيام بتعدي وبتلين... بس لا يا عمري، اكتشفت إن في بعض الحموات مو نيتهم تتقبل، نيتهم تتحكم! كل شي أسويه كان غلط، حتى لما كنت أساعدها بالمطبخ أو أمسك البيت كامل تقول لي: "تبين تسرقين حب ولدي من قلبي؟"
اللي غير حياتي مو إني رفعت صوتي ولا سبيت ولا دخلت أخوي ولا أمي، لا لا... اللي غير حياتي إني لعبت لعبتهم بطريقتهم، بذكاء مو بصوت عالي. صرت أسوي نفسي غبية بس أنا أفهم كل شي، يعني يوم تقول شي جارح؟ أضحك وأقول: "أبدًا يمه والله مدري ليش تحسين كذا، بس اللي تبينه أنا حاضرة". ودايم أضحك قدام زوجي، أحرص إنه يشوفني وأنا طيبة معها، أتكلم عنها بخير، حتى لو هي تذم، عشان ما يلقى مبرر يزعل مني، وأصير دايم الطرف اللي ما يغلط.
ومرة جتني وأنا في غرفتي، تقول لي: "وش هذا اللبس؟ وش تبين توصلين له؟" قلت لها ببرود: "يمه والله عشان ولدك يستانس، ما يستاهل؟" ابتسمت وانسحبت، وانقهرت من داخله بس ما قدرت ترد.
ومع الوقت، صرت أخلي زوجي يسمع بعض الأشياء وهي ما تدري، يعني أحيانًا أفتح المايك له بدون ما تنتبه، يسمع أسلوبها، أو أوريه رسائل كانت ترسلها لي بدون ما أواجهها قدامه، عشان ما يقول إنّي ألفّ وأدور.
ومتى ما حست إن ولدها بدأ يشوف، قامت تلين، وتغير أسلوبها شوي شوي، لأنها عرفت إني مو لعبة في يدها.
أنا ما أقولك اصبري على الذل، بس أقولك اصبري بحكمة، لا تطلبين الطلاق بسرعة لأنك بتنقهرين أكثر لو رجعتي بيت أهلك وانظلمتي، حاولي تكسبين زوجك بهدوء، خليه هو اللي يطلب لك سكن، مو انتي. خليه هو اللي يتضايق من تدخلها، مو انتي اللي تزنين عليه.
بس الأهم... لا تبينين لها ضعفك، خليك قدامها ضاحكة، متزينة، مرتاحة، حتى لو من داخل تبكين، لأنهم يموتون قهر لما يشوفونك ما تأثرتي. كوني أذكى من إنها تكسر قلبك.
والله يا اختي، كيد النساء ما هو شر دايم، أحيانا هو اللي يخلينا نعيش بكرامة وسط ناس ما تعرف الرحمة.
إرسال تعليق