"زوجي لا يهتم بي إلا في الفراش"
أنا زوجته. شريكة عمره. المفروض أكون أكثر من جسد، أكثر من لحظة. بس للأسف… هذا كل اللي يشوفه فيني.
طول اليوم ما في كلمة، ما في سؤال، ما في اهتمام. أتكلم؟ يرد بجملة مقتضبة. أشتكي؟ يقول إني أبالغ. أقول له: "اشتقت لك"، يبتسم ابتسامة باردة كأنها من واجب، مو من شوق.
بس أول ما ندخل الغرفة… يتحول. يصير إنسان ثاني. فجأة يحن، فجأة يلمس، فجأة يبغى يسمع صوتي… بس كل هالاهتمام مدفوع برغبة وحدة. ما إن تنتهي، يرجع نفس الشخص البارد اللي كأنه يعيش معي مجاملة، أو كأني مجرد "واجب" يسويه.
تعبت. أقسم بالله تعبت. ما أبي أكون زوجة غرفة نوم فقط. أبي حوار، أبي ضحكة على الفطور، أبي نظرة حنونة وأنا أجهز له قهوته. أبي أحس إني مرئية، إني مهمة في يومه، مو بس في ليلته.
أنا ما أنكر حقي عليه، ولا أنكر رغبته، بس وش عني؟ أنا بعد إنسانة. عندي مشاعر. قلبي مو آلة تستجيب لأزرار معينة. أبي شوقه الحقيقي، مو شوق الجسد بس. أبيه يشتاق لي وأنا أتكلم، وأنا أطبخ، وأنا أضحك، حتى وأنا ساكتة.
أسوأ شعور؟ إنك تحسين إنك تنحب بس بجزء منك. كأنك ناقصة. كأنك ما تستحقين الاهتمام إلا لما يطلبه جسده، مو قلبه.
وصرت أخاف أرفضه. مو لأنني أرغب، لا، لأنني أخاف يبرد أكثر. أخاف يصير ينفر. أخاف أزيد الجفاف اللي أساسًا يملأ علاقتنا.
سألت نفسي مليون مرة: هو يحبني؟ ولا بس مرتاح لي؟ ولا أنا صرت "حقه الشرعي" والسلام؟
هل أتكلّم معه؟ طيب إذا ما كان يسمعني في العادي، بيهتم لما أقول له إني أبغى اهتمام؟
ولا بيعتبرني درامية، مثل كل مرة؟
ما أدري، بس اللي متأكدة منه… إني صرت أشتاق للّي يفكر فيني وأنا مو قدامه. مو للي بس يشتهي جسدي إذا قرب منه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق