أنا امرأة متزوجة من سنوات، عشت مع زوجي على الحلوة والمرة. حبّيته من قلبي، وكان دايم يقول لي إنّه يحبني، وإنّي أنا سنده ورفيقة دربه.
لكن رغم هالمشاعر، في شي كبير ينقصنا... ما رزقني الله بأطفال، وكلنا نعرف إن هالشي مو بيدي، ولا بيد أحد، ومع كثر التردد على الأطباء، والتحاليل، والعلاج، صار جسمي يتعب ونفسيتي تعبت أكثر.
صرت أنهار من جوّا وأنا أحاول أتماسك، صرت أخاف حتى من كلمة "حمل"، مو لأني ما أبغاه، لكن لأني فقدت الأمل، وكل مرة أروح فيها للدكتور كأني أرجع للبيت محطمة من جديد.
قبل أيام، جلسنا أنا وزوجي وفتحنا موضوع مصيري، ناقشنا بهدوء موضوع الإنجاب، وقال لي بصراحة:
"أنا أحبك، والله يشهد على حبي، بس أنا إنسان، وقلبي يوجعني كل ما شفت طفل، كل ما شفت أب مع ولده، أنا ودي أكون أب، أبغى أحد يحمل اسمي، يكون سندي بكره إذا كبرت، وإنتي عارفة إني الولده الوحيد لأهلي."
كلامه جرحني، ما أنكر، لكن بنفس الوقت أنا ما أقدر أظلمه، ما أقدر أقول له انسى غريزتك ورغبتك كأب.
فقلت له بحزن عميق، وأنا دموعي تنزل بدون ما أحس:
"إذا كان زواجك من ثانية هو الشي اللي يريحك ويرضيك، فاذهب... أنا ما راح أوقف بطريقك."
تفاجأ من كلامي، والله كأنه انصدم!
قال لي:
"يعني لو تزوجت، تتركيني وتروحين؟! أنا ما أتحمل أعيش من دونك، وجودك في حياتي أهم من كل شي."
ردّيت عليه بكسر وحرقة:
"أنا بعد زواجك، راح أتخذ قراري، إذا قدرت تكون عادل وتحسسني إني ما زلت غالية، وإنك ما نسيتني، يمكن أقدر أتحمل وأكمل. بس إذا شفت منك ظلم أو إهمال، والله ما راح أبقى دقيقة، وأمشي بلا رجعة."
وحتى قلت له بكل صراحة:
"أنا راح أساعدك أختار شريكتك الجديدة، على الأقل أضمن إنها طيبة، تحسن لي، وتكون صاحبة خلق، ما تكون أنانية ولا خبيثة."
بس والله يا بنات... قلبي مو مطاوعني!
كيف أعيش وأشوفه مع وحدة ثانية؟
كيف أتقبل فكرة الضرة؟
هل راح تقدر تكون إنسانة كويسة فعلاً؟
ولا راح تعكر حياتنا أنا وابني؟
كل هالأسئلة تذبحني وأنا ساكته.
ومع هذا، أقول في نفسي:
"لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا."
أنا راضية بحكم ربي، وحاطه أملي فيه، وهو اللي بيده كل شي، وإذا في حكمة من هالاختبار فربي أعلم وأرحم.
بس أحتاج دعواتكم، وأحتاج قلوب تفهمني، تقولي:
هل اللي أفكر فيه صح؟ ولا أنا أظلم نفسي؟
هناك تعليقان (2):
أنا أعاني من تكيس في المبايض، ومعاه لخبطة في الهرمونات، وهذا الشي مسبب لي تعب جسدي ونفسي كبير.
جربت كثير من المنشطات، واستمريت على العلاج لفترات طويلة، لكن للأسف ما حصلت أي نتيجة تُذكر… كل مرة أعلّق فيها أملي في إبرة أو علاج، ينكسر قلبي بعدها لما ما يصير حمل.
نزلت من وزني كثير، واتبعت أنظمة غذائية وتعبت نفسيًا وجسديًا، وبرضو ما شفت فرق.
وزاد همي أكثر لأني الآن مقبلة على عملية إزالة الغدة الدرقية، والطبيب قال لي إني لازم أعملها قريب، لكن تأجلت بسبب الوضع الصحي العام والوباء، فاضطريت أوقف المنشطات لأنها ما تتناسب مع حالتي حالياً.
الشي اللي يحرق قلبي إني ما أقدر حتى أستمر في مراجعات الحمل، كأن كل باب يتقفل بوجهي.
قبل 3 شهور استخدمت منشطات قوية، وسببت لي خفقان شديد في القلب بشكل مفاجئ، تعبت وقتها كثير، حسّيت إن جسمي ما عاد يحتمل.
لما رجعت للدكتور، قال لي بكل وضوح:
"لازم ترتاحين، الراحة النفسية أهم شيء بحالتك."
هو يعرف قد إيش أنا إنسانة قلِقة، ما أنام من التفكير، كل همي الحمل، والخوف من إنه الوقت يمر وأنا ما أحملت.
أنا ما أبغى شيء غير أكون أم، بس أحسني محاصَرة بين المرض، والعلاج، والانتظار، والخوف.
بس كل ما ضاقت فيني الدنيا، أقول لنفسي:
"ربك ما ينساك، وإن كل تأخيرة فيها خيرة."
ادعوا لي ربي يفرج همي، ويرزقني من حيث لا أحتسب.
يا بعد قلبي، والله كلامك يقطع القلب ويبين قدّيش قلبك كبير وصادق. وإنتي مو إنسانة عادية، إنتي عظيمة، صابرة، محبة، وفوق كل هذا واقفة مع زوجك حتى وهو في مفترق طرق يوجعك قبل لا يوجعه!
أقولها لك من أخت تحس فيك: اللي سويتيه مو ضعف، هذا قمة القوة. إنك تفتحين موضوع زي كذا بهدوء، وإنك تحطين مشاعرك على الطاولة بدون صراخ أو تجريح، هذا نضج مو أي أحد يقدر عليه.
بس اسمعيني زين…
إنتي ما ظلمتيه، بس لا تظلمين نفسك بعد.
كونك تفكرين بمصلحته وتخلّين باب التعدد مفتوح ما يعني إنك لازم تعيشين بظل غيرج، أو تتحملين شي فوق طاقتك. التعدد مو غلط، بس الظلم غلط، وكسر الخاطر أكبر ظلم.
وإيه، طبيعي قلبك ما يطاوعك، طبيعي تتوجعين من مجرد الفكرة، لأنك إنسانة عندك إحساس، وشريكك المفروض يكون لك وحدك. مو من السهل إنك تشوفين حبك وعمرك يشاركك فيه أحد ثاني، حتى لو بقلبه ما تغير.
أحب أقول لك هالكلمات وأتمنى توصل لقلبك:
🔹 لا تخافين من قرارك، دامك شايلة هم نفسك وكرامتك أول.
🔹 حطي حدود واضحة من البداية، ولا تقبلين بأقل من التقدير والعدل.
🔹 كوني طيبة، بس لا تخلين طيبتك تفتح باب يُداس فيه إحساسك.
🔹 إذا حسيتِ إنك تنهارين أو تنهضم كرامتك، رجعي حساباتك، مو عيب.
واسمحي لي أقولها بصدق:
إذا جا اليوم اللي حسّيت فيه إنك محتاجة تمشين، امشي وراسك مرفوع، لأنك سويتي كل اللي تقدرين عليه.
والله إنك نادرة، وإنه محظوظ فيك، وإذا الله كاتب له يعدد، فهو بعد كاتب لك الخير، حتى لو ما شفتيه الحين.
ربي يعوّض صبرك بالفرح، ويقرّ عينك بشي ما تتوقعينه، ويديم عليك الراحة والسكينة، ويشرح صدرك مهما صار.
إرسال تعليق