شك زوجي دمرني نفسيا

 أنا متزوجة من ثلاث سنوات. تزوجته عن قناعة رغم إن أمي ما كانت مرتاحة له من البداية. حذرتني، حاولت تقنعني أني أرفض، بس أنا بعقلي الصغير وقتها، أصريت. ما أدري كنت شايفة فيه شيء أو كنت بس أبي أتزوج وخلاص؟ المهم إن أمي وافقت بعد تعب.

وانصدمت.


اللي شفته بعد الزواج شيء ما خطر على بالي، ولا حتى كنت أتوقعه بأسوأ كوابيسي. إنسان شكاك، بكل ما تعنيه الكلمة. يتهمني بدون سبب، أي تصرف بسيط وعادي ممكن يقلبه علي ويعيشه في راسه كأنه خيانة أو خداع.


يتحكم فيني حتى في شريحة الجوال. يكسرها بدون سبب، يرجّع الرقم اليوم اللي بعده وكأن شي ما صار. وأحيانًا يلغي الرقم نهائي. ما أبي أبالغ، بس شعوري معه كأني في سجن، لا خصوصية، لا أمان، لا راحة.


ومو بس كذا، وسواس بشكل مرعب. عنده طقم كنب في الصالة؟ محد يقربه! ممنوع أستقبل أحد، حتى لو أختي! ما أقدر أحس إن هذا بيتي، ما أقدر أحس بانتماء له، كأنه بيت أبوه وأنا مستأجرة فيه!


ما أقدر أرتب على كيفي، ولا أغيّر شيء، وهو بنفس الوقت يبي الأرض تنمسح يوميًا، لدرجة لو ما لحقت أمسح، يقوم هو يمسح، بس بهوس مو طبيعي، وبالوقت نفسه يوسخ بشكل غير طبيعي، يدخل المطبخ يطلع وهو كأن إعصار مرّ من هناك، وأقوم أنا أنظف، وإذا ما نظفت؟ تقوم القيامة، يتغير علي، يتكلم علي، يطول لسانه، يجرّح، يستهزئ، يقول كلمات تمس أهلي، يمزح ويقول “أمك كذا”، “أختك كذا” — حتى وهو يضحك، يطعنك بالكلمة.


وأنا؟ ما أدري ليه صابرة! ما في أولاد، ما في سبب واضح، حتى أنا مستغربة نفسي. مرات أفكر، معقولة أحد مسويلي سحر؟ أنا أرجع له بعد كل مرة يطلقني أو أطلب أنا الطلاق؟ أرجع، وأقول يمكن يتغيّر، يمكن يلين.


بس اللي صار مؤخرًا كسّر كل شيء داخلي. صار يمد إيده علي. حرفيًا يضربني بحزام جلد، بعنف، وأنا أصرخ، أناديه، أقول له "حرام"، وهو ولا كأني إنسانة. مرتين يا بنات صارتلي حالة بسبب الضرب، وصلت إني أتبول على نفسي من شدة الخوف والألم. واللي قهرني أكثر؟ اليوم اللي بعده يتصرف طبيعي! يقوم يضحك ويحكي لي مواقف كأننا في نزهة، وإذا أنا ما رديت؟ يهدد إنه يمد إيده مرة ثانية!


آخر مرة، قبل يومين، كنت أكلّم نفسي وأنا أمسح الدم من وجهي وأقول: "وش اللي صار فيني؟ كيف وصلت لهالمرحلة؟"
واليوم الصبح، بكل بساطة، أخذني معه وهو يدور على شغل، وأنا ما أقدر حتى أمشي عدل من الألم.


أنا اليوم كتبتلكم لأن خلاص، قررت. بروح لأهلي. بدون رجعة، بدون تردد. بس خايفة من نقطة وحدة: إذا رفض؟ إذا حاول يمنعني؟ إذا هددني؟


أنا تعبت. جسديًا ونفسيًا. وصلت مرحلة فقدت فيها كرامتي، ما أقدر حتى أطلع صوتي، لأن كرامتي هو طفى نورها من زمان.

أبغى دعمكم، أبغى أحد يرد علي، يقول لي إيش أسوي لو رفض؟ لو حاول يمنعني؟
أنا مو قادرة أستوعب إن كل هذا يصير في حياتي وأنا ساكتة ثلاث سنين!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق