"أنا إنسانة مكسورة، تعبت والله تعبت."
أنا متزوجة من سنتين، وعندي ولد صغير عمره سنة ونص، المفروض أكون فرحانة وأعيش أحلى أيام حياتي، بس للأسف... حياتي كلها قلبت كوابيس ومشاكل ما تنتهي. زوجي اللي المفروض يكون سندي، صار أكبر همّ في حياتي.
ما في بيننا أي مودة ولا رحمة. ما أشوف منه احترام، ولا حنية، ولا حتى كلام طيب. ما أذكر متى آخر مرة قال لي كلمة حلوة، ولا حتى نظر لي نظرة فيها حب. حياتنا الزوجية شبه منعدمة، العلاقة بيننا نادرة جدًا، تمر شهور ما يلمسني ولا حتى يقترب مني، وكل ما أطلبه يقول لي "خلاص جبنا ولد، ليش تبين؟".
أنا مو آلة للإنجاب، أنا إنسانة عندي مشاعر واحتياج، مو من حقه يحرمني، وكل ما أواجهه وأقول له إن هذا حقي الشرعي، يعاند أكثر، يجرحني بكلامه أو يسكتني.
حاولت أزين نفسي، ألبس له، أجهز له أكل، أضحك بوجهه، أطلب منه نطلع نغير جو… ما فيه فايدة. لو قلت له نطلع يقول ما عندي فلوس، بس إذا هو ناوي يسافر بروحه، فجأة تطلع الفلوس من تحت الأرض! حتى رخصة القيادة اللي وعدني يعلمّني عشان أتحرك وأطلع بروحي، له سنتين يماطل ما وداني ولا مرة.
كل مرة يفرغ عصبيته عليّ، ويعاملني وكأني مش موجودة، كأني خادمة بالبيت مو زوجته. أحيانًا يشارك الناس بمشاكلنا، وما عنده مانع يذلني قدام خلق الله، لكن ما يرضى يسمعني أو يفهمني. وإذا صارحته بشي يضايقني، يعاند ويعيده أكثر!
طلبت الطلاق قبل 5 شهور بعد ما استخرت، وفعلاً رحت المحكمة، لكن سبحان الله، ما تم الموضوع، كأن الله مو كاتب لي الطلاق، بس مو كاتب لي الراحة بعد!
واللي يزيد الطين بلة، صحتي صارت تتدهور. بعد كل دورة شهرية صرت أحس بألم في ظهري فظيع، ما أقدر أقف حتى عشر دقايق، ما أقدر أشيل ولدي، صداع، إرهاق، جسمي ينهار كل يوم. رحت المستشفى مرتين، سووا تحاليل، وقالوا كل شيء سليم، عطوني أدوية بس الألم ما يروح. صرت أحس إني عجوز، وأنا عمري 21 سنة فقط!
أنا فعليًا قاعدة أنهار من كل الجهات… نفسياً، جسدياً، عاطفياً. كل يوم أقول يمكن يتغير، يمكن يحن، يمكن ربي يحنّن قلبه علي، بس تمر الأيام وهو يزيد قسوة وبعد. لما أشوف غيري عايشين بحب واحترام، أتساءل: ليش أنا؟ وش اللي سويته عشان أستحق كل هالعذاب؟ ليه ربي ما استجاب دعائي؟ أنا أصلي، أقرأ قرآن، مو مهملة، بس ما في نتيجة.
أنا ما أبغي أطلق، بس ما أبغي أظل أنهان وأتحطم كذا، والله وصلت مرحلة أفكر بأشياء غلط، بس مو عشان أنا إنسانة ضعيفة، لا، عشان أنا بشر، أحتاج حضن، أحتاج كلمة، أحتاج رجل يذكرني إني أنثى، مش مجرد أم أو خادمة أو ظل في البيت.
أقسم بالله ما عدت أعرف كيف أعيش. لا راحة بال، ولا حب، ولا أمل. كل شي غامق، كأن الدنيا ملتفة حولي وتضغطني من كل زاوية.
هناك تعليق واحد:
يا عمري يا بعد قلبي… كلامك يوجع، وكل حرف فيه ينطق بحسرة قلب كبيرة ودمعة ما لقيت حضن تمسحها. واللي تعيشينه مو بسيط، مو طبيعي، ومو شيء ينبلع تحت مسمى "صبر المرأة" أو "كذا حال الأزواج".
هذي نصيحة من قلب أخت لج، من وحدة مرت بتجربة تشبه لج، وعرفت بعد تعب إن النفس ما تتحمّل طول الوقت:
"يا بنت الناس، لا تخلين أحد يقلل من قيمتج، حتى لو كان أقرب الناس لج. الرجال إذا شافج ساكته، استمر، وإذا شافج تحاتين وتلينين، تهاون. لا تحاولين تثبتين حبج وتضحيتج حق شخص ما يقدّر ولا يحس. الحياة مو كلها تضحية من طرف واحد، ولا الزوجية معناها أنج تصيرين ظل وتنسين نفسج. تراج إنسانة، قلبج له حق، وجسدج له حق، وكرامتج أغلى من أي شي. لا تستحين تطالبين بحقج، ولا تسكتين عن الإهانة. الصبر مو معناه الذل، والرضا مو معناه الانكسار.
إذا ما تدرين وين الراحة، دوريها مع ربج أول، ثم مع الناس اللي تحبج وتدعي لج. وإذا احتجتي تبعدين شوي عشان تعرفين نفسج، مو عيب، مو حرام، هذا من حقج. انتي مو مطالبة تعيشين بجسد يتألم ونفس تنكسر كل يوم بس عشان "ما يصير" أو "عيب". حياتج تستاهل تُعاش بكرامة، وتستاهلين واحد يشوف فيج كل شي حلو، مو واحد ينسيج حتى اسمج.
ادعي، بس لا تخلين الدعاء يكون بدل حركتج. اشتغلي على نفسج، حاولي تلقين دعم، حتى لو من صديقة أو أخصائية أو جهة تساعدك. حياتج أهم، وصحتج أغلى، وقلبج يستاهل ينبض بحب مو بألم."
وصدقيني، الله ما ينسى أحد، بس أحيانًا البلاء مو اختبار، هو تنبيه إننا قاعدين نكسر من جوّانا واحنا ساكتين.
إرسال تعليق