"طلقتها… وارتحت"
والله العظيم إنّي طول سنين زواجي وأنا أقول: "يمكن تتغيّر، يمكن تروق، يمكن تفهم".
بس كل يوم كانت تثبت لي العكس. كل يوم كانت تصرّ إنها تعيش دور الضحية، وتنسى إنها كانت الشوكة اللي بزوري.
كانت تشوف نفسها علي من أول يوم. وتدخل بيتنا كأنها جاية تعلّمني كيف أعيش.
أنا ساكت… أعدّي. أقول: "عشان العيال، عشان الستر، عشان ما نقول طلاق".
بس لما صارت الحياة كلها هواء مسموم، لا راحة نفسية، ولا احترام، ولا حتى لحظة وحدة أقول فيها: هذي شريكة، مو خصم… قلت كفى.
إي نعم، طلقتها.
وقبل ما أطلّق، كنت أحسب إن القرار صعب، لكن والله يوم خرجت من البيت وأنا موقع ورقة الطلاق… حسّيت إنّي أنولدت من جديد.
أول يوم بدونها؟ نومتي غير.
أول أسبوع؟ هدوء، لا صراخ، لا نكد، لا ملاحظات سخيفة على كل تصرّف.
حتى ريحة البيت… صارت أهدى. ما فيها ريحة التوتر.
وهي؟ راحت تشتكي، تبكي، تكلم أهلها، تسوّي جو درامي.
بس اللي ما تفهمه إنها اللي دفّتني لهالنقطة. أنا ما طلّقت كُرهًا في الزواج، أنا طلّقت هروبًا منها هي.
كنت أدفع، وأتحمّل، وأسكت، وأشيل عشان أستر، وفي النهاية صرت متّهم في كل خلاف.
كأنّي دايم الغلطان، كأني لازم أعتذر لو تنفّست وهي ما كانت مستعدة تسمعني.
اليوم؟ أنا أرتّب حياتي على مزاجي.
أصرف على نفسي، ألبس اللي يعجبني، وأتكلم بدون ما أنحاسب على نبرتي.
رجعت أزور أصدقائي بدون ما أحس إني "هارب من سجن".
رجعت أنا.
اللي يسألني اليوم: "ندمت؟"
أقول: ندمت إني تأخرت.
بس بعد الطلاق؟ والله ارتحت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق