زوجتي شديدة الرغبة

 "زوجتي شديدة الرغبة"

أنا رجل متزوج من أربع سنوات. عمري في منتصف الثلاثينات، وزوجتي تصغرني بشوي. زواجنا تم بعد تعارف تقليدي محترم، وتمينا فترة الخطوبة مثل أي اثنين يتعرفون على بعض بتوازن. وقتها، ما لاحظت شيء خارج الطبيعي.

لكن بعد الزواج، بدأت ألاحظ إن زوجتي عندها رغبة جنسية أعلى بكثير من المعدل المعتاد. بالبداية، ما كان الموضوع مزعج. كنت أقول لنفسي: طبيعي، هي توّها متزوجة، متحمّسة للحياة الجديدة. لكن بعد فترة، الموضوع ما هدأ، بل صار يزيد.

أحياناً تطلب العلاقة مرتين في اليوم، وأحياناً حتى وأنا تعبان أو جاي من الدوام، تبغى تقرّب مني. وإذا ما استجبت، تنكسر نفسيتها، وتبدأ تلمّح إنّي ما أحبها أو إني أتهرب، رغم إني أشرح لها وضعي بكل وضوح.

أنا رجل طبيعي. رغبتي معتدلة، وأعرف أوازن بين مسؤولياتي وحياتي الخاصة، لكن لما يصير الضغط العاطفي بهذا الشكل، تبدأ العلاقة تختل.
الضغط مو بس جسدي، الضغط ذهني. صرت دايم أشعر إني مطالب، وإن أي تقصير راح يُفهم بطريقة خاطئة. حتى بيني وبين نفسي، بدأت أستشعر شعور غريب: كأني أنا اللي في موقف الدفاع، مع إن الصورة النمطية تقول العكس.

المشكلة مو في إنها "رغبتها عالية"، هذي مو جريمة. المشكلة في إنها تبغى العلاقة تكون تأكيد دائم للحب والقبول، وأنا ما أقدر أكون وسيلتها الوحيدة للشعور بالرضا عن نفسها.

حاولت أفتح معها الموضوع. بهدوء، قلت لها: "أنا أحبك، بس العلاقة الزوجية ما هي مقياس يومي للمشاعر… أحياناً أحتاج أتنفس، أحتاج هدوء، بدون ما تشكي في حبي".


زعلت. مو بصراخ، لكن بكتمة… وجلست يومين باردة، ما تتكلم معي إلا للضروري.


رجعت تبكي وتقول: "أحس إنك ترفضني، وأنا ما أقدر أتحمل الرفض، حتى لو كان بدون قصد."


أنا حالياً محتار. ما أبغى أجرحها، وما أبغى أظلم نفسي. أفكر أحياناً أستشير مختص نفسي أو زوجي، بس أخاف تفسّرها كأني أشوف فيها خلل، وهي إنسانة حساسة جدًا لهالنوع من التفسيرات.


أنا إنسان متفهم، وما أبحث عن مثالية، لكن لما يصير شي في العلاقة يُربك التوازن، حتى النية الطيبة ممكن تَتكسَر تحت الضغط اليومي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق