"زوجتي لا تشبعني عاطفياً"
أنا رجل في الثلاثينات، متزوج من سبع سنوات. حياتي مستقرة ظاهرياً: وظيفة محترمة، بيت، أطفال، وزوجة تُعتبر في نظر الناس "مثالية". بس لما أتكلم عن الاستقرار العاطفي، للأسف ما أقدر أقول إننا نملكه.
زوجتي إنسانة طيبة، ما قصّرت في مسؤوليات البيت، حريصة على عيالها، وتحرص حتى على تفاصيل البيت الصغيرة. لكن على المستوى العاطفي… العلاقة شبه ميتة.
هي ما تحب الكلام الكثير، ما تبادر، ما تتكلم بلُطف أو حنان، وإذا قلت لها يوم "اشتقت لك" ممكن ترد بابتسامة باهتة أو تغير الموضوع. وإذا صار بيننا حوار، فغالباً يكون عن احتياجات البيت، أو الأطفال، أو شيء إداري. كأننا شركاء سكن، مو زوجين.
أنا ما أطلب مشاعر درامية، ولا انتظار عند الباب، ولا "رسائل غرام" تحت المخدة. بس على الأقل أبغى أحس إني موجود في قلبها، مو بس في جدولها.
حاولت أتكلم معها بطريقة واضحة، بدون زعل ولا رفع صوت. قلت لها حرفياً: "أنا أحتاج اهتمامك، مو كزوجة فقط، كأنثى تحب رجلها، تشتاق له، تهتم فيه".
ردها كان دايم منطقي بزيادة: "أنا ما أعرف أتصرف بهالطريقة"، أو "أهم شي الحياة ماشية، وش تبغى أكثر؟"، أو أحياناً: "هذي مو طريقتي".
مع الوقت، صرت أختنق. أحس إن جزء كبير من احتياجي كزوج قاعد يُهمَل. مو بس جسديًا، حتى على مستوى الحديث، النظرة، اللهفة… ما فيه.
والأصعب إن المجتمع ما يشوف هذا شي مهم، وإذا تكلمت، قالوا: "أهم شي بيتك مستقر… لا تكبّر المواضيع".
بس الصراحة؟ فيه شيء ناقص.
ولما يكون فيه نقص عاطفي مستمر، تبدأ الأفكار تدور براسك… مو بالضرورة خيانة، بس تبدأ تسأل نفسك: هل أقدر أعيش كذا طول عمري؟ هل أطلب الكثير؟ هل فيه شي غلط فيني؟
أنا للحين أحاول. ما استسلمت، ولا بديت أدور الحل برّا البيت. بس داخلياً، أنا قاعد أذبل، وأنا رجل واعي، أعرف أفرّق بين احتياج مبالغ فيه، وبين فراغ حقيقي له تبعاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق