حبيبي ينام وهو يكلمني، النوم على الخط مع الحبيب، النوم مع الحبيب على الهاتف، النوم أثناء محادثة شخص تحبه، حبيبي ينام على صوتي.
حبيبي ينام وهو يكلمني…
وأنا مو قادرة أستوعب اللي قاعد يصير لي.
من كم شهر بس، بدأت أحبه، وما كان حب سطحي أو تسلية، كان شي حقيقي، شي يخليني أضحك من قلبي إذا كلمني، وأبكي إذا غاب. اتفقنا على الزواج، وقال إنه قريب بيتقدم لي، وكنت من فرحتي أحسب الأيام وأعد الساعات، حاطة كل آمالي عليه، وقلبي بين يدينه.
كنت أشوف فيه الأمان، الحنية، الاحتواء… بس فجأة، صار شي ما فهمته. من أيام، بدأت ألاحظ إنه دايم يتثاءب وأنا أتكلم، كل مرة أمسك جوالي وأكلمه أسمعه يفتح فمه ويقول لي: "آسف تعبان شوي"، أو "يوم شغل طويل".
في البداية قلت عادي، يمكن ضغط، يمكن فعلاً مرهق، لكن بدأ الموضوع يتكرر بشكل غريب.
تخيلي إنك تتكلمين مع شخص تحبينه، وتحكين له عن شوقك، عن يومك، عن تعبك، عن خططكم الجاية… وفجأة تسمعينه ساكت. تنادينه: "حبيبي؟ حبيبي؟ أنت سامعني؟" ولا يرد. بعد دقايق يهمهم بصوت ناعس ويقول: "أنا آسف… غفوت شوي"، كأنه مو حاس فيني، كأن وجودي صاير شيء عابر.
النوم على الخط مع الحبيب، اللي دايم البنات يشوفونه شي رومنسي، صار عندي علامة استفهام! هل هو حب؟ ولا تهرّب؟ هل فعلاً ينام لأنه مرتاح معي؟ ولا صاير يتعمد ينام عشان يقطع المكالمة؟
اللي يزيد من وجعي إنه مو بس ينام، لا… أحياناً أسمعه يضحك قبل لا يغفى بدقايق، وأقول في نفسي: معاي ولا مع غيري؟
وصار يجي في بالي سؤال كل ليلة:
هل هو فعلاً تعبان؟
أم يتظاهر بالنوم ليحدث فتاة أخرى؟
هل أنا الحبيبة؟ ولا مجرد محطة؟
أنا من الناس اللي تحب تسمع صوت اللي تحبه وهي تنام… كنت أقول له: "خليني أنام على صوتك"، وكان يرد ضاحك: "أنا أحب بعد أنام على صوتك". كنا نعيش لحظات حلوة، كلها دفء واهتمام… بس الحين؟ صرت أنا اللي أتكلم لحالي، وهو نايم، أو يسوي نفسه نايم.
النوم مع الحبيب على الهاتف ما عاد صار لحظة حب، صار لحظة شك.
النوم أثناء محادثة شخص تحبه شيء يكسرك إذا ما كنت متأكد إنه يحبك فعلاً.
أنا مو قاعدة أفتش وراه ولا أتهمه، بس قلبي صار يخاف… أخاف أكتشف إنه ما كان صادق، أو إنه حبني فترة، وقل حماسه، وأنا قلبي لسه في أول الطريق.
حتى صرت أقول في نفسي: "يمكن مسحور؟ يمكن فيه شي؟" لأني ما لقيت تفسير لتغيره، لا معقول إن الإنسان يتحول فجأة لها الدرجة!
حاولت أواجهه، سألته بلطف، قلت له: "تحس إنك تغيرت؟ ليش دايم تنام وإحنا نتكلم؟"
قال لي بصوت ناعس: "أبد، بس مرهق شوي، وأنا أحبك والله"… بس الكلمة ما صارت تكفيني.
الحين أنا محتارة، حزينة، قلقة… وأتساءل بيني وبين نفسي:
هل فعلاً يحبني؟
ولا أنا الحين أعيش في حلم، وهو صاحي منه من زمان؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق