زوجي يتهمني بالنظر للرجال

 زوجي يتهمني بالنظر للرجال

زوجي يتهمني بالنظر للرجال

منذ أن تزوجنا، كنت أظن أننا نعيش في علاقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل. كان زوجي في البداية شخصًا محبًا وودودًا، وكانت بيننا علاقة جيدة من حيث التواصل والاحترام. لكن في الآونة الأخيرة، بدأت ألاحظ تغيرًا مفاجئًا في تصرفاته. أصبح يراقبني بشكل غير مريح، ويتهمني بأشياء لم أقم بها أبدًا.

كل شيء بدأ في إحدى المرات عندما كنا في مناسبة عائلية، وأنا كنت أتحدث مع إحدى قريباتي. فجأة، شعر زوجي بعدم الارتياح، وبدا وكأنه يتابع كل تحركاتي بنظراته. وبعد أن عدنا إلى المنزل، بدأ يشكك في تصرفاتي بطريقة مبالغ فيها. قال لي: "أنتِ دايمًا تلفتين نظرك لرجال، ليش؟" كان صوته مليئًا بالتوتر والشك، وكأنني ارتكبت خطأ كبيرًا لم أكن أدركه.

كنت في البداية في حالة صدمة. أنا لم أنظر إلى أي رجل من قبل بنية غير لائقة، ولم أتحدث مع أحد بشكل يثير الشكوك، لكن لم يكن من السهل إقناعه. بدأ يكرر هذه الاتهامات في كل مرة أكون فيها في مكان عام، حيث يظن أنني قد ألقيت نظرة على شخص آخر. حتى أصبح يتهمني بشكل مستمر بالنظر للرجال، كما لو أن ذلك أصبح هاجسًا بالنسبة له. كانت هذه الاتهامات تزعجني كثيرًا، خاصةً وأنني لم أكن أعتقد أنني أفعل شيئًا خاطئًا.

بدأت أشعر بالضغط النفسي الشديد من كثرة هذه الاتهامات، وأصبحت أتجنب الأماكن العامة قدر المستطاع كي لا يلومني أو يتهمني مجددًا. كان يراقب كل تصرفاتي، وكل خطوة أخطوها، وكأنني في محكمة وأنا في الدفاع عن نفسي ضد اتهامات باطلة. في البداية، كنت أحاول أن أشرح له أنني لم أقم بأي تصرف يستدعي الشك، لكن كل محاولاتي كانت تبوء بالفشل. كان دائمًا يصر على موقفه، ويكرر كلامه عن نظراتي للرجال.

ما كان يؤلم أكثر هو أنني بدأت أشعر أنه لم يعد يثق فيني كما كان في السابق. كان ينظر إليّ وكأنني ارتكبت خطأ كبيرًا، ورغم أنني حاولت مرارًا أن أشرح له أن هذه مجرد شكوك لا أساس لها، إلا أنه كان يعاملني وكأنني الخاطئة. شعرت أنه بدأ يبتعد عني عاطفيًا، وأصبح يوجه لي أسئلة محاكة حول تصرفاتي وكأنني شخص آخر.

في أحد الأيام، قال لي: "أنتِ أكيد تلاحقين الرجال وتدورين عليهم في كل مكان، ليش؟" كان هذا الأمر مؤلمًا للغاية. كنت أجد نفسي في مأزق لا أستطيع الخروج منه. كيف أشرح له أنني لا أفكر في ذلك وأنني لم أرتكب أي خطأ؟ لكن كل محاولاتي للتهدئة كانت تذهب سدى.

أصبح الشك يسيطر على حياتنا، وأصبح كل يوم مليئًا بالتوتر والضغط النفسي. لم أعد أستطيع أن أكون على طبيعتي، حيث كنت أخشى أن يتم اتهامي بالنظر إلى أي رجل، حتى ولو كان عابرًا. أصبحت أحسب كل خطوة أخطوها، وأتجنب كل موقف قد يثير شكوكه، حتى لو لم يكن في مصلحتي.

أدركت أن هذه الاتهامات لم تكن مجرد شكوك عابرة، بل أصبحت هي التحدي الأكبر في علاقتنا. أصبحت مشاعري مكبوتة، وكلما حاولت التحدث معه عن مشاعري وعن تأثير هذه الاتهامات على نفسي، كان يرد بتبريرات غير مقنعة. كان يصر على أنني يجب أن أكون أكثر حرصًا في تصرفاتي وأن أتجنب النظر إلى الآخرين.

ما يؤلمني أكثر هو أنه رغم جميع محاولاتي لإصلاح الأمور، لم يشعر بأنني بحاجة لدعمه في هذا الموقف. بل كان يواصل التشكيك بي، وكأنني الخاطئة في كل شيء. شعرت أنني أصبحت رهينة لهذه الاتهامات التي لا أساس لها، وأصبحت أعيش في خوف دائم من أن أكون متهمة بأشياء لم أفعلها.

لم أعرف كيف أتعامل مع الوضع. هل يجب عليّ أن أظل أبرر نفسي أمامه طوال الوقت؟ هل يجب أن أستمر في العيش تحت هذا الضغط النفسي؟ أصبحت أفكر في الحلول التي قد تساعدني على التخلص من هذا الكابوس، لكنني لم أستطع أن أجد مخرجًا واضحًا.

هل يستحق الزواج أن أعيش فيه هكذا؟ هل أنا مخطئة في أنني أريد أن أكون في علاقة قائمة على الثقة؟ أصبحت الأسئلة تتراكم في ذهني، ولا أستطيع إيجاد الإجابة الصحيحة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق