أنا إنسانة بسيطة... ما أبي شي كبير، ما طلبت دنيا وفلوس وسفرات، أنا بس أبي أحد يحتويني، أحد يسمعني لما أتكلم بدون ما يقلل منّي أو يهددني أو يحسسني إني ثقيلة على قلبه. أنا بنت ناس، تربيت على الطيبة، على الاحترام، على إن الكلام الحلو يداوي، مو السباب والتهديد.
زوجي؟ أحسه أناني زوجي اناني مايحب الا نفسه، كل شي لازم يصير على مزاجه، ما يفكر بمشاعري، ما يسألني وش أحس فيه. إذا قلت لا، لو حتى بكلمة، ينفجر، يهدد، يحط شروط، كأنّي طفلة لازم أنفذ وإلا بياخذ مني لعبتي. واللعبه هذي؟ أحيانًا هي جمعة مع خواتي، أو بس مشوار لأمي. طلبات صغيرة، عادية، بس تصير كبيرة عنده لأنه يشوف كل شي من منظاره هو.
تعرفين أكثر شي يحرق قلبي؟ إنّي ما أقدر أروح لأهلي بسهولة. خواتي، أمي، عائلتي... أنا أحبهم، واشتاق لهم، لكن حتى هذا صار ممنوع أو بثمن. نص ساعة تبعد أمي؟ نص ساعة! ومع ذلك لازم أبرر وأبرر وأحاول أطلب رضا عشان بس يوديني أشوفها، أضمها، أفضفض لها مثل ما قاعدة أفضفض هنا.
وإذا طنشت وتقبلت؟ ما يوقف الأمر عند كذا، يرجع يفتح مواضيع ثانية، يعايرني بأهلي، بكلمة أو بتصرف شافه زمان من أخوي أو من أي موقف... كأن كل شي سيء فيني من أهلي، وكل شي كويس لازم يكون منه، من عقله، من طريقته. أنا ما أكره أهله، بس ليه ما يتحملني مثل ما أتحمله؟ ليه دايم الميزان مختل؟
حتى سالفة السواقة... أنا مو طفلة، أتعلم وأغلط وأتوتر، عادي. لكن لما تصير سالفة تعليم سواقة سبب لإهانات وتشكيك... خلاص، ليه أتعلم؟ ليه أفرح بأي خطوة وأنا دايم أرجع للوراء بكلمة وحده منه؟
أنا أعيش معهم وهم مو حولي، أحاتيهم، أسأل عنهم، أشتاق، أرسل... وهم؟ ما حد جا لي، ما حد قال لي: “وحشتينا”. وكل هذا وأنا قلبي ما يعطيني أقطع، ما أقدر أصير زيهم، يمكن لأن الطيبة الزايدة فيني، أو يمكن لأني أؤمن إن الصلة ما تنقطع.
بس أقسم بالله تعبت...
تعبت أبرر، وتعبت أتحمل، وتعبت أشرح عشان بس يُفهم إني إنسانة، ليّ حق، ليّ رغبة، ليّ صوت. وأنا حاليًا؟ ما أدري وش أسوي... أحسّ كل شي صاير فيني يربك حتى قراراتي.
أنا محتاجة راحة، مو راحة جسدية، راحة نفسية، راحة تحسسني إن ليّ مكان، إن فيه أحد يمسح على قلبي ويقول: “أنا معاك، لا تخافين.”
بس وين هالكلام؟
كله ساكن في بالي... مو في الواقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق