زوجتي تضحك بدون سبب، زوجتي تضحك علي، زوجتي تسخر مني، زوجتي تستهتر، تتمسخر،
زوجتي تضحك فجأة وبدون سبب واضح...
وأحس إنها تضحك عليّ مو على شي ثاني
أنا ما أعرف إذا اللي بيصير طبيعي أو لا، بس اللي صاير معاي مو مريحني. زوجتي من الناس اللي فجأة تضحك، كذا بدون مقدمة، لا شافت جوال، لا سمعت شي، ولا أحد قال نكتة... يعني أكون جالس معها في جو عادي، ممكن حتى نكون ساكتين أو نتكلم في شي جدي، وفجأة تضحك. مو ابتسامة خفيفة، لا، ضحكة حقيقية كأن في شي مضحك مره في بالها.
وأنا أول مرة شفتها تضحك كذا قلت يمكن تذكرت شي أو نكته داخلية، وسألتها بكل بساطة: "على إيش تضحكين؟"
قالت لي: "ولا شي بس تذكرت موقف."
طيب أي موقف؟
"ما أقدر أشرح لك، ماله داعي."
سكت، عادي، يمكن.
بس اللي يقهر إنها تكررها كثير، وكل مرة أسألها تجاوبني بجواب ثاني، وكلهم ما يفسرون الضحكة فعليًا.
اللي خلاني أبدأ أشك إنها تضحك عليّ أنا، أو على تصرف مني، إنها أحيانا تضحك مباشرة بعد ما أقول شي... مو شي مضحك، ممكن أكون أتكلم عن دوام، عن موقف صار لي، عن شي جدي، وألاحظ وجهها فجأة يتغير وتبتسم وتضحك وهي تحاول تكتمها... أو ترجع تمسك جوالها وكأنها تتهرب.
مرة قلت لها بوضوح: "تحسين اللي تسوينه احترام؟ أنا قاعد أتكلم عن موضوع جاد وتضحكين؟"
قالت: "أنا ما أضحك عليك، بس أضحك على أشياء في بالي، عادي."
بس بالنسبة لي مو عادي.
لأن الضحكة لما تجي بدون سياق، وبدون توضيح، وفي وقت مو مناسب، وتنعاد أكثر من مرة، يصير طبيعي أحس إن فيها سخرية.
يعني أحس إنها تضحك في نفسها عليّ، أو على شكلي، أو على شي أنا سويته أو قلته.
حتى لو مو تقصد تجرحني، شعور إنك تحس إن اللي قدامك مو محترم اللحظة أو مستخف فيك شعور يضايق.
والمشكلة لما أواجهها تزعل، وتقول إني مكبّر الموضوع، وتقول لي: "لا تربط كل شي بنفسك، أنت حساس بزيادة."
بس يا ناس، أنا رجال، لي إحساس بعد.
الضحك مو بس صوت، أحيانا هو رسالة مبطّنة، ونظراتها تقول لي إن فيه شي مو مفهوم، وإن فيه شي مموّه.
والله ما أطلب الكثير، بس أبغى أفهم... ليه تضحكين؟ وش اللي يضحك؟
هل فعلاً فيه شي تافه بوجهي يضحك؟ أو شي قلته؟
ولا أنا قاعد أتوهّم؟
بس إذا أنا فعلاً أوهّم، ليه الضحك دايم يصير فجأة وفي مواقف غير مضحكة؟
حاسس إني تايه، ومحتار... وأحس الموضوع هذا بدأ يؤثر على ثقتي بنفسي في البيت.
وأحيانا أخاف أقول شي أو أتصرف تصرف عفوي وأتفاجأ فيها تضحك، فصرت أسكت كثير وأسحب على النقاشات.
بس للحين ما وصلت لإجابة... هل فعلاً تضحك على أشياء عابرة؟
ولا فعلاً فيه شي غلط فيني وأنا ما أدري؟
الضحك هذا، بدأ يغيّر أشياء كثيرة بيني وبينها…
في البداية كنت أعدّي، أقول يمكن مزاجها كذا، أو تمرّ بفترة ضغوط، أو حتى أقول بيني وبين نفسي: لا تكبّر الموضوع، لا تكون ثقيل دم.
بس مع الوقت، لاحظت إن كل ما صارت لحظة فيها حديث حقيقي، أو حتى لحظة بسيطة بين زوجين، تلقاها تضحك فجأة وتكتم، وتقول لي "ما في شي."
وبعدها تتهرب من العيون، تقلب وجهها على الجوال، أو تقوم للمطبخ، أو تفتح موضوع ثاني.
أصلاً صرت ما أحب أجلس معها جلسة طويلة، لأني بديت أحس بإنها تنظر لي نظرة أقل، كأني نكتة تمشي على رجلين.
أنا رجال لي قيمتي… مو أي تصرف أو أي كلمة من زوجتي أمررها وأسكت.
أحيانا تكون سهرانين على التلفزيون، أتكلم عن شي بسيط صار لي بالدوام، أو شي شفته بالشارع… وإذا فيها تضحك.
وإذا قلت: "وش اللي يضحك؟"
ردّت بجفاف: "لا شي، لا تكبر الأمور."
بس أنا كبرت فعلاً.
كبر الموضوع في عيني، وصرت أنسحب منها شوي شوي، لا أناظرها، ولا أفتح معها نقاش، ولا حتى أشاركها بتفاصيل يومي.
ليش؟ لأن كل شي أقوله ممكن يتحوّل لـ ضحكة مكتومة، ضحكة غريبة، ضحكة تسحب الثقة من تحت رجولي.
مرة من المرات، كانت جالسة قدامي وتقهقهت ضحكة ما فهمتها، سألتها بعصبية: "انتي تضحكين علي؟ قولي لي إذا شايفة فيني شي مضحك، خليني أعدله!"
قالت لي ببرود: "انتا تشوف نفسك مهم لهالدرجة؟ مو كل شي يخصك."
بس يا ناس، أنا زوجها!
وإذا أنا مو مهم، مين يكون مهم؟
إذا في لحظة ضعف ما حسّت إن ضحكتها تجرح، متى بتحس؟
المصيبة، إن حتى بعد المواجهات ما تغير شي… الضحك مستمر، والتبرير دايمًا: "مجرد ضحكة!"
صار بيني وبينها حاجز نفسي كبير.
حتى لو ضحكت فعلاً على شي حقيقي، ما أقدر أضحك معها، أحس ضحكتها ما هي لي، وأحسها مو مشاركة، أحسها تهكم، أو شيء مستتر.
ولا أخفيكم، صرت أشوف نفسي أحيانًا في المراية وأسأل:
هل فعلاً فيني شي مضحك؟
هل طريقتي بالكلام؟ جسمي؟ صوتي؟
صارت ثقتي بنفسي تهتز، ما هو لأني ضعيف، بس لأني في أقرب علاقة بحياتي… ما صرت أحس بأمان.
وهذا الضحك اللي يبدو بسيط؟
هو اللي صار يطفيني…
أحيانًا الكلمة ما تذبح، بس النظرة، أو الضحكة، أو التجاهل، يسحب منك شعورك إنك رجل في عين زوجتك.
واللي يقهر… إني أحبها، وأبغى الأمور تمشي، بس ما أبغى أعيش كل يوم وأنا أحس إني أُضحك… وأنا ما أدري ليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق