نفسيتي تعبانة ومخنوقة من زوجي ماذا أفعل؟
كل شيء في مكانه،
البيت نظيف ومرتب، الغداء جاهز، الأولاد مغتسلين وواجباتهم محلولة، الملابس مغسولة ومكوية، المطبخ يلمع، وكل زاوية في البيت تقول إني تعبت واهتميت واشتغلت بقلبي قبل يدي...
بس أنا...
أنا من الداخل مو مرتبة، مو نظيفة، مو مرتاحة.
أنا فوضى، صدري ضايق، روحي مخنوقة، عيوني تلمع بس من التعب، مو من الفرح.
أنا متزوجة من كم سنة، ما بيني وبين زوجي لا حب ولا كره، لا حوار ولا شجار، لا دفء ولا حتى برود… إحنا بس نعيش، كأننا زملاء ساكنين بنفس السقف، نأدي أدوارنا وننام.
هو يدخل البيت، يسلم، ياكل، يشرب، يفتح الجوال، ينشغل، ينام.
وأنا؟
أكمل يومي كأني روبوت، أعمل كل شي صح، كل شي تمام، بس من جواي قلبي يصرخ: "أنا وين؟"
أكثر جملة توجعني لما أسمعها من أهلي، من الناس:
"وش تبين أكثر؟! رجالك محترم، بيتك ملك، عيالك بصحة، كل شي بخير."
وأنا ما أقدر أشرح لهم إن الوجع مو في الماديات، الوجع في الصمت اللي بينا، في المسافة اللي كبرت، في الفراغ اللي كأنه هاوية بين قلبي وقلبه.
مرة أخوي قال لي: "عيشي، ما تعرفين تعيشين؟!"
قلت له: يا أخوي، أنا ما قادرة اتنفس، كيف أعيش؟
أنا ما أحس إني مع زوج، أحسني عايشة مع جدار، لا يسمع، لا يحس، لا يسأل، لا يحتوي.
وأنا ما أبغى دراما، ولا أبغى أحد يشفق، بس وربي تعبت.
تعبت من "الطلاق الصامت" اللي عايشته، لا أنا مطلقة وأرتحت، ولا متزوجة وأتهنيت.
وأصعب شي؟
إني صرت أكره النوم، لأنه نهاية يوم جديد يشبه اللي قبله، بدون إحساس، بدون كلمة، بدون حضن.
ودي أصرخ وأقول له:
"لا تظلمني بصمتك، لا تخليني أذبل، وأنا أبتسم قدام الناس."
بس ما أقدر… لأن حتى الكلام بيننا صار غريب.
وش أسوي؟
أكمّل تمثيل؟
ولا أواجهه؟
ولا أواجه نفسي أول؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق