زوجتي لا تحبني ولا تكرهني

 زوجتي لا تحبني ولا تكرهني… 

هكذا بكل برود قالتها، وكأنها تقول لي: أنت غريب.

ما توقعت أسمع جملة مثل هذي من إنسانة شاركتني سنين من عمري.
أنا اللي كنت أظن إن علاقتنا ماشية، يمكن مو حب مجنون بس فيها احترام، فيها عشرة، فيها مودة… على الأقل هذا اللي كنت أتخيله.

الاعتراف جا في لحظة هدوء.
كنت جالس جنبها، أسولف، أتكلم عن فكرة سفر، عن خطط، عن المستقبل.
كنت أضحك، وأحاول أقرّب منها شوي، أبي أحس إنها بخير، إنها معي.
بس نظرتها كانت غريبة، ساكنة، ما فيها أي ردة فعل.

سألتها: "وش فيك؟ ليش ساكتة؟"
قالت لي، بصوت واضح، بارد، ثابت:
"أبي أقولك شي… بس من زمان ساكته عنه.
أنا ما أحبك، ولا أكرهك… أنا ما أشعر بشي تجاهك أبد."

تخيل؟ إنسانة نامت جمبي سنين، عاشت معي، شاركتني أوقات حلوة وصعبة، اليوم تقول لي بكل بساطة:
"زوجتي لا تحبني ولا تكرهني."

جلست أناظرها، ما عرفت أرد.
قلبي كان يقرع داخل صدري، مو من الصدمة، لكن من الفراغ.
قالت لي إنها يوم وافقت تتزوجني، ما كانت تحبني، بس شافتني "مناسب"، إنسان مستقر، محترم، جاهز للزواج.
وكانت تأمل إنها تحبني مع الوقت.
بس الوقت مرّ… والحب ما جاء.

"كنت أحاول… والله حاولت"، هذا كلامها.
"بس ما صار شي، ما حسّيت بشوق، ولا بفرح، ولا حتى بزعل منك… كنت دايم أحسني مع شخص طيب، بس مو لي."

أنا ما كنت خاين، ولا كنت أجرحها، ولا أهملها.
بس يمكن كنت دايم أعيش في الوهم، أفرح بابتسامة بسيطة منها، وأحسبها حب.
أشوف صمتها وأحسبه حياء.
أشوف اهتمامها بالبيت وأحسبه مشاركة.
بس هي كانت تمشي على الروتين… لأن الزواج عندها مشروع، مو شعور.

اليوم؟
أنا ضايع.
ما أقدر أضغط عليها تحبني، ولا أقدر أعيش في زواج خالي من أي مشاعر.
ولما أسأل نفسي: "وش أسوي؟ أكمّل؟ أطلق؟"
أسمع صوتها من جديد في راسي يقول:
"أنا ما أحبك… ولا حتى أكرهك."

وجوابي الوحيد؟
"طيب… وش باقي لي؟"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق