"تعبت من كلام الناس… وكل همي صار كيف أهرب من عيونهم"
أنا إنسانة بطبعي حساسة، يمكن أكثر من اللازم… بس ما كنت كذا من أول، كنت عايشة بهدوء، أحب الناس، وأضحك، وأشارك، بس بديت أتغير… يمكن من كثر ما سمعت تعليقات ما تنقال، أو نظرات ما تُرحم، أو كلام يتخبى ورا ضحكاتهم، بس يوصلني مثل السم.
صرت أتضايق من كل كلمة… حتى لو كانت عابرة، حتى لو ما كانت مقصودة، أحللها، وأعيدها براسي ألف مرة، لين أحس إنهم يكرهونني، أو يشفقون علي، أو يحتقرونني.
أكره لما أحد يقولي: "ضعفانة! ما تاكلين شي؟"،
ولا "سمنتِ شوي، ما كنتي كذا!"
ولا "شفيك ساكته؟ زعلانه؟"،
ولا "ليش تلبسين كذا؟ غريب لبسك اليوم"،
ولا "ليش ما تضحكين مثل أول؟"
كل كلمة أحس فيها خنجر يدخل بقلبي…
أصير أفكر طول اليوم:
هل نظرتهم لي كانت شفقة؟
هل ضحكتهم كانت سخرية؟
هل كلامهم فعلاً صدق؟
هل فيني شيء مو طبيعي؟
تعبت…
تعبت من التبرير…
تعبت من إني أرجع البيت كل مرة أحلل كلامهم وتصرفاتهم،
وأبكي، وأنام من كثر التعب النفسي.
حتى أهلي، حتى أقرب الناس لي، إذا علقوا على شيء فيني، أنهار…
صرت أتهرب من الجلسات، صرت أحب العزلة، أحب الأماكن اللي ما يعرفني فيها أحد،
وصرت أخاف من المناسبات… أخاف من التجمعات… أخاف من البشر!
أنا أعرف إن مو كل الناس تقصد تجرح،
بس أنا مو قادرة أتحمل…
مو قادرة أفرق بين العتاب والانتقاد، بين النصيحة والسخرية، بين الاهتمام والتطفل.
صارت جملة "ليش تتحسسين؟" تطعنني أكثر،
كأن حقي في المشاعر صار ترف!
كأن كوني إنسانة "تشعر" صار ضعف وتعب.
بس والله ما بيدي،
أنا أحس بكل شي، وأتأثر، وقلبي يضيق حتى من الكلمة اللي تنقال بالمزح…
ودي أكون قوية…
ودي ما يهمني كلام الناس…
ودي أمشي بثقة، وأضحك، وأرد وأطنّش…
بس الحقيقة؟
أنا أضعف من كذا…
وكل يوم أحاول، بس أرجع أنهار من أول كلمة ما أعجبني وقعها…
هل في أحد مثلي؟ ولا أنا الوحيدة اللي تتعب من الكلام؟
أنا مو مجنونة، بس قلبي حساس زيادة… والتعامل مع الناس صار مؤلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق