زوجي يحب زوجته الثانية أكثر مني
تزوجته قبل عشر سنين، كنت وقتها أرملة وعمري خمسة وثلاثين، وعندي ولدين وبنت في المرحلة المتوسطة. هو كان أصغر مني بسنة، لكن شكلي وشبابي كانوا يخلون الناس تحسبني أصغر منه، حتى الآن اللي يشوفني ما يصدق إن أولادي صاروا بالجامعة.
هو كان متزوج وعنده بنتين، وبعد ما تزوجني بسنة ونص طلق زوجته الأولى. حاولت أكثر من مرة أساعده يردها، كنت أحس إني بسوي الصح، إنه ما يصير أكون سبب في خراب بيت، بس هو كان رافض تمامًا، وكل مرة يتهرب أو يغير السالفة.
عدت السنين، لين قبل سنتين ونص تقريبًا، اعترف لي فجأة إنه تعرف على وحده من دولة عربية، وإنه ناوي يتزوجها. كانت أصغر منه بكثير، وأصغر مني طبعًا. طلب مني أوقّع على ورقة الموافقة، وهددني بشكل غير مباشر… قال يا أوقّع، يا يطلقني!
كنت وقتها بين نارين… خوفي من الطلاق، ومن نظرة المجتمع، ومن مصير بنتي، خصوصًا بعد ما نقلت عملي لهالمدينة عشانه. حسبتها بعقلي، ووقّعت… وقلبي ينكسر بكل حرف.
طول هالسنتين، كان أغلب الوقت مسافر هناك، يزور أهلها أو يقابلها، ما كان يسأل عني، ولا حتى يتصل يطمن. وإذا تواصلنا، يا خصام يا جفاف. نمرّ بأوقات نوصل فيها لحافة الطلاق، بس يرجع يهدأ ويقول لي إنه يحبني ومتمسك فيني.
كلامه حلو، بس أفعاله تقول العكس.
كل مرة يرجع من السفر، يرجع محمّل بشنط هدايا… بس مو لي، لها. أما أنا؟ لا هدية، لا حتى وردة! حتى إذا طلبت شي بسيط، يوعد وما يفي، أو يتعذر. صرت أنا اللي أشتري لنفسي، وأدلّع نفسي، وأنا موظفة وأصرف على نفسي بالكامل، بس يا ويلي لو طلبت منه شي.
المصيبة إنه مؤخرًا اعترف لي… قال إنه كان متزوجها من قبل حتى ما تجيه الموافقة من الدولة، يعني من ورى ظهري، ومن ورى القانون. وقبل شهر جته الموافقة، وبيجيبها تعيش بشقة مقابلة لنا… بنفس العمارة!
قبل يومين، رحت دوامي الصبح واتصلت عليه يوصلني، قال لي إنه بعيد عن البيت وما يقدر. بعد كم ساعة، دقيت عليه مرة ثانية، ما رد. دقيت بنهاية الدوام، برضو ما رد. رجعت البيت وأنا منهكة… أتفاجأ إنه نايم بالشقة الثانية، اللي للحين ما دخلتها زوجته الجديدة!
انصدمت. واجهته، قلت له: "نايم هناك؟" قال: "إي". قلت له: "إذا ترتاح هناك، خلك هناك!" رد عليّ ببرود وقال: "أنا أنام وين ما أبي، وخليك إنتي بروحك!" وكأنها كانت كلمة كان حابسها من زمان… "خليك بروحك!" قالها ببرود، وفعلاً، خذى أغراضه وطلع.
رسلت له واتساب… قلت له: "وعدتني بسفرة، وتماطلت، وهداياك كلها لها، وأنا كل شي أشتريه بنفسي… حتى محبتك صارت مو لي. خلاص، انساني وخلك معاها."
أنا ساكنة ببيت هو يملكه، ومضطرة أظل فيه لين تتخرج بنتي، باقي لها ثلاث سنين على الأقل. ما أقدر أترك شغلي، ولا أقدر أبدأ من الصفر، لأن حياتي كلها بنيتها هنا عشانه.
واليوم رجع البيت وأنا مو موجودة، دخل وأخذ الباقي من أغراضه، وقلبي ينكسر بكل خطوة.
بعد كم يوم، بياخذ إخلاء الطرف من شغله، وبيسافر لها… أكيد بيمشون ويسافرون ويعيشون حياتهم، لا شغل ولا مسؤولية، وأنا هنا… معلقة بينه وبين نفسي، بين الجرح والخذلان.
الغريب… إذا سافرت برى، يرسل لي: "أحبك، أموت فيك، اشتقت لك."، بس أول ما أرجع؟ يومين بالكثير ويتغير، يصير بارد، كأني مو موجودة.
أنا تعبت… تعبت من الدور اللي ألعبه بحياتي، مو شريكة، مو حب، بس خيار ثاني. أنا أحس إني مهانة… لأني راضية أكون على ذمته بهالشكل، بس بنفس الوقت… وين أروح؟ هالمدينة ما فيها أحد لي، لا أهل، لا سند، بس بنتي وجامعتها.
لو كنتوا مكاني… شنو تسوّون؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق