جاري يغازلني وزوجي مطنشني

 

زوجي؟ مدري والله شقول، مرات أحس إنه يطلع واجد ومرات أقول يمكن طبيعي… بس إلي متأكدة منه، إنه ما يقعد بالبيت! مرة من المرات سألته: “وين بتروح؟ ما عندك شغل؟” قاللي: “ما أدري، بس بطلع” وفعلاً طلع… ومن وقتها وأنا ألاحظ إنه دايم يدور له طلعة، أي شي، أي مكان، المهم يطلع.

أنا ساكنة بمنطقة ما فيها لا أهلي ولا أهله، ما عندي أحد غير جارتي الي جدامي، وحتى هذي بعض الأحيان تروح لأهلها وتخليني بروحي. أحس إني محبوسة بين أربع جدران، حتى جيراننا ما فيهم أحد يونس. بس الجار الي يميننا، هذا ما أدري شسالفته! بيتوتي بشكل غريب، وإذا طلع زوجي، يصير وكأنه ملصق بالجدار الي يفصل بين صالتنا وصالتهم، كأنه يسمع كل شي! حسيت إنه يتصنّت.

المهم، عقب فترة، قام يقول كلام غريب… كأنه غزل، بس مب مباشر. يعني أنا فاهمة شقاعد يقول، وكل مره زوجي يطلع، يبدى يهمس ويتحرك من صوب الجدار. وإذا رجع زوجي، يسكت ويختفي!

قلت حق زوجي عن تصرفاته، قلتله: “هالريّال يخون زوجته، ولاحظت عليه تصرفات مو طبيعية.” بس شنو تتوقع؟ بدال لا يتضايق أو يسوي شي، قام يهاوشني! قال: “وش علينا؟” وكل ما أقول له “ليش تروح له وتجيبه عندنا؟” يزيد عصبية ويجرحني بكلامه.

سكت… ما أبي مشاكل، بس من داخلي كنت أغلي. عقب يومين، رجع زوجي من بره الساعة تسع بالليل وقال يبي نطلع البحر شوي. رجعنا بعد ساعه، وتخيلوا أول ما فتحت أدراج الكبت، شمّيت ريحة عطر رجالي قوية! مو طبيعية! كأنه أحد كبّ العطر كله داخل الدرج!

أنا خفت… خفت لدرجة رجّت قلبي. بعدها بدقايق، أحد دق الباب. زوجي طلع يشوف منو، ورجع قاللي: “هذا رقم زوجته، تقول إذا تبين شي دقي عليها.” شنو؟! ليش تعطيه رقمها؟ وليش هو يوصل الرقم لي أنا بالذات؟!

أنا عصبت، وقلت له: “أنا عندي رقمها، ما راح أدق. الحمدلله والشكر.” حسيت إنه تغير شوي، وقال: “خلاص لا تدقين، خليه إذا تبي شي تتواصل معاك.”

عطيت صديقتي الرقم وقلت لها تدق عليه تشوف منو، بس ما رد. عشت ثلاث أيام وأنا أدعي إن زوجته ترجع بسرعه، كنت متوترة حيل، ما كنت أبي الأمور تروح بمكان مو زين.

ورجعت زوجته، وقلت الحمدلله، ارتحت شوي… بس ما دريت إن المصيبة توها بتبدأ…


أنا ما أدري شلون أبلّش، زوجي من النوع اللي دايم يدورله طلعة. مو مهم عنده وين ولا ليش، بس أهم شي يطلع. مره سألته: "وين بتروح؟ ما عندك شغلة؟" رد عليّ ببرود: "ما أدري، بس بطلع!"… وطلع.

أنا عايشة في منطقة بعيدة عن أهلي وأهله، ما لي أحد هني، حتى جيراني قليلين. جارتي الوحيدة تسكن جدامي، بس بعد مرات تروح عند أهلها وتخليني بروحي.

اللي يقهر، إن جارنا اللي بيتهم يلزق في بيتنا، بيتوتي من النوع اللي ما يطلع وايد، ويبين إنه قاعد يسمع كل شي. خصوصًا إن جدار الصالة اللي بينا، كلنا نسمع بعض، حتى لو تكلمنا بهمس.

المشكلة بدت لما راحت جارتي زيارة لأهلها شهر، ومن عقبها الجار صار يلصق على الجدار، كأنه يترقب كل نفس أتنفسه. إذا طلع زوجي، يبدأ كلامه اللي ما ينقال… غزل وقلة أدب! وإذا رجع زوجي، يسكت كأنه ما صار شي.

مرة ضاق خلقي وقلت حق زوجي: "ترى جارك هذا مو مظبوط، باين عليه يخون مرته، وهو قاعد يتميلح علي." تخيلوا ردة فعل زوجي؟ قام يصرخ عليّ ويسبني، كأني أنا الغلطانة! سكت بس علشان ما تكبر السالفة… بس قلبي كان يشتعل.

بعد يومين، رجعنا من طلعة على الشاطئ، ودخلت البيت ألا أشم ريحة عطر رجالي قوية من داخل الأدراج. فتحت الدرج، كأنه واحد كاب العطر كله داخله! قلبي طاح من مكاني، قلت: "هذا شنو يبي؟!"

وبعدها، دق الباب… زوجي راح يفتحه، رجع وقال: "هذا رقم زوجته، تقول إذا تبين شي تواصلي معاها." تخيلوا الوقاحة! أنا أصلاً عندي رقمها، ليش يعطيني رقمه بهالطريقة؟

ما طاوعني قلبي، عطيت الرقم حق صديقتي وقلت لها تتصل من باب الفضول، بس ما رد. وجلست ثلاث أيام أدعي من قلبي إن مرته ترجع البيت قبل لا يصير شي لا يُحمد عقباه.

الحمد لله رجعت زوجته، وفرحت، حسيت إني بتنفس أخيرًا… بس الفاجعة كانت بعدها.

دقيت على صديقتي وقلت لها اللي صاير، قالتلي: "قولي لزوجك وانقلوا من البيت، أحسن لكم". بس أنا بيني وبين نفسي خايفة… خايفة أقول له ويصير شي، وخايفة ما أقول ويصير شي أكبر.

زوجي لما أكلمه عن النقل، دايم يقول: "ما ودي، تونا ما كملنا سنة بالبيت، ومنو يشيل العفش؟" وأنا بس أفكر، مو مهم العفش، المهم نطلع من جو الخوف والقلق.

المهم، رجع زوجي من برا، وكنت مره خايفة، ما أدري شسوي… أول ما شفته، ضميته لا إرادي من كثر التوتر، قال لي: "اشفيك خايفة؟" قلت له: "إي والله خايفة".

قعدنا شوي، إلا يدق الباب… منو غيره؟ الجار، يبي "يطمن على الأوضاع"! طبعًا زوجي فتح له وهو يقول: "هلا والله"… وأنا قلبي يعصرني لأني ساكته وما قلت له شي.

بعدها طلعنا شوي أنا وزوجي نغير جو، ولما رجعنا البيت، صديقتي دقت عليّ وقالت: "لقيتلك حل، قولي له إنك ما ترتاحين لجاركم، حتى لو ما قلتي التفاصيل".

وفعلاً… جمعت قواي، وقلت له: "أنا مو مرتاحة لجارنا، صج أحسه يتقصد يسوي حركات إذا شافني، وأخاف أظل بروحي وإنت مو بالبيت". ما قلت له عن تلفون البيت، خفت ينهار.

هو طالعني وقال: "لا تخافين، أنا دوم جنبك، وماراح أتركك". حسّيت بشوية أمان بكلامه، بس الخوف ما راح… حسيت جسمي كله مشدود حتى وأنا ساكته.

المهم راح زوجي الدوام، وأنا بروحي بالبيت، خايفة، ما نمت طول الليل، ما دق ولا سأل، بس رسللي رسالتين وسكت. رجع من الدوام متأخر، قلت له: "ليش تأخرت؟" قال: "مريت البنك".

عدّا الوقت، وقال: "بطلع المعارض"، قلت: "أوكي". وانتظرت لين الساعة 9 بالليل، ولا دق ولا شي… كني كلمت في جدار.

رجع، وأنا مضايقة، كل شي قلته له وكأني ما قلت شي. قال: "يلا نروح ناخذ أغراض". ركبت السيارة ساكته، سألني: "اشفيك؟ زعلانه؟" قلت له: "لا… بس ما لي خلق أتكلم".

رحنا السوق، وإلا واحد يصارخ باسم زوجي… التفت، إلا هو يقول: "هلا أبو فلان!" وسكت ومشى. قلبي طاح… طلع جارنا!

حسيت الدنيا تدور فيني، ليش يلحقنا؟ ليش يجي نفس المكان؟ حتى وهو مع زوجته، يحاول يخليني أنتبه له، يحاول يلفتني!

وزوجي يطالع وراه كأنه حاس، بس الله ستر ما لحقنا. ومن عقبها، كل شي تغير فيني، ما قعدت مرتاحة، كل شي أشك فيه، حتى زوجي! صار عندي خوف جديد… خايفة يكون يدري عن حركاته وما يبي يواجه، أو إنه يشك فيني لأن تصرفاته صارت باردة!

معنه من الناس اللي يغارون، دايم يقول: "عباتج لازم على الراس، لا تكون ضيقة"، بس عقب هالسالفة، ما أدري… ما أدري إذا هو خايف من الجار؟ ولا بس طبيعي ما يبيني أفتح الموضوع؟

أنا ما خفت على نفسي… خفت على زوجي. أخاف من ردة فعله لو عرف كل شي، أخاف يخسر نفسه عشاني. بس بعد، أنا كل يوم أعيش بخوف! وأبي أعرف… لو كنتوا مكاني، شنو كنتوا بتسوّون؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق