خطيبتي كذابة أم خاينة

 ما أدري كيف أبدأ، بس حاس إني أختنق، وكل شي داخلي متلخبط. أنا رجال تعديت الثلاثين، مرّيت في قصة حب ما كتب الله لها نصيب، كانت نية زواج وكل شي، بس ما صار. انفصلنا باحترام ودعوات طيبة، بس الألم ما راح. جلست ثلاث سنوات أحاول أتشافى، أحاول أرمم نفسي، وأقنع نفسي إن اللي راح ما كان لي.


بعدين قلت خلاص، الحين وقت الزواج. أبي وحدة تخليني أهدأ، أستقر، تكون سند. ما كنت أدور جمال، قلت لأمي: أبيها متدينة، محترمة، بس، لا تلفين لي على الشكل. تعبت من المظاهر الكذابة. المهم أمي بدأت تدور، وأنا أدور بعد. يوم من الأيام قلت لصاحبي القريب مني: "ما تعرف أحد؟" قال: "زوجتي عندها أخت، مطلقة، بس نظيفة وبنت ناس".


بدأ يحكي لي عنها، قال إنها كانت ضحية زواج بالإجبار، زوجوها واحد أعور، شكله يخوف، وما شافته إلا بليلة الزواج. البنت انهارت، صرخت، بكَت، حتى ما خلاها في الفندق، نادا أبوها وجا وأخذها. اليوم الثاني، الأم والأب ضغطوا عليها ترجع له، رجعت وهي مغصوبة. ما قدرت تعيش معاه، تقفل على نفسها، تبكي، تصرخ. حاول يلين، ما نفع. ضربها، ترك كدمات، وتخيل! أبوها راح له وطلعها من بيته بالسلاح. بعد شكاوى في المحكمة، تطلقوا، ودفعلوه كل اللي خسره.


سألت صاحبي: "يعني طلعت بكر؟"، قال: "إي والله، ما قرب لها". وذكر إن الرجال قال إنه سحرها عشان ترضى فيه. حسّيت البنت مظلومة. كأن الحياة تآمرت عليها من البداية. رقّ قلبي لها، وقلت: يمكن أكون الأمان اللي ما لقتْه.


خطبتها بعد ما تأكدت من دينها وخلقها، وعرفت ظروفها، وهي عرفت ظروفي. كنت مديون، وضعي المادي تعبان، وبلغتها بكل صدق. تم عقد القران، وشفتها وحمدت الله. كانت على قد الكلام وأكثر. بنت محترمة، هادية، تخاف ربها، ما تسمع أغاني، تصلي، تصوم، ما عمرها رفعت صوتها. صدقًا، حسّيت إني ملكت كنز.


بس بعد أسبوع من العقد، لبست الشبكة، وفجأة دخلت في غيبوبة. أربعة أيام وهي ما ترد. قالوا سحر، رجع لها من زواجها الأول. جبت شيخ، رقيتها، وقفت معها، ما خليتها. تعبت، بس صبرت. بعدها رجعت، وتحسّن وضعنا، كنا نتكلم، أزورها، بدأت أحبها، وهي تقول إنها تحبني.


عدّت سنة ونص، ولأن زواجي تأخر بسبب وضعي، حصلت هي وظيفة بمستشفى. مع إنها خريجة كلية تربية. قلت لها: "اتركي الوظيفة، أنا ما أرتاح للمكان"، قالت: "ما فيه اختلاط، قسم نسائي". خفت، بس قلت يمكن أنا أبالغ.


إلين جا يوم، كنا نتكلم بالجوال، الساعة 11 الصباح، فجأة قالت: "ثواني يطق الباب"، وتركت السماعة مفتوحة. وسمعت صوت رجال! يسألها عن الجوال اللي على مكتبها، قالت له: "إي هذا جوالي"، وخذته من يده.


أنا انصدمت! من متى فيه رجال يدخل مكتبك؟ سألتها، بدت تبرر، قالت: "كان معاه ممرضة"، بعدين قالت: "لا، كانت عاملة نظافة برا الباب". كذبة بعد كذبة، وصار بينا نقاش حاد. طلبت منها تترك الوظيفة، رفضت. بعدين بدت تتغير.


بدت تسمع أغاني، تطنّش الصلاة، تصير عصبية، تردّ بصوت عالي. صرت أحس إني مو موجود. لما أزعل، ما تعتذر. ما تحاول تراضيني، ما تسأل حتى وش فيني. أنا اللي أتصل، أنا اللي أطيب خاطرها. صرت أحس إن العلاقة من طرف واحد.


وبعد كل هذا، لما قلت أبي نتزوج، ترددت، ورفضت بالبداية، وبعد نقاش طويل وافقت، بس مو من قلب. قالت لي بكلام يجرح الكرامة، قالت: "إنت قد الزواج؟"، "ما دريت إن فيك نذالة!"، تخيل! وأنا سكت، وقلت يمكن زعل.


الحين احنا نجهز للزواج، بس والله ما أحس إنها تبيني. ما تحسسني إني رجلها، ما تحسسني إني شخص مهم. عنادها صار طبع، وكلامها فيه تهديد، "لو ما سويت كذا، ما أدخل بيتك"، تقوله قدامي بدون خجل.


أقول لكم شي؟

أنا خايف. مو من الزواج، بس من اللي أنا رايح له. خايف أبني بيت على رمل، خايف أصحى بعدين وألقى نفسي مع وحدة ما تبي تعيش معاي أصلًا.


سؤالي...

أنا للحين ما تزوجتها رسمي، باقي كم أسبوع. هل أكمل؟ ولا أنسحب وأنا لسه أقدر؟

هل أصبر؟ ولا القرار الشجاع هو إني أوقف قبل لا أتورط؟

أبي رأيكم، من القلب للقلب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق