زوجي إذا نزل يضحك

 زوجي إذا نزل يضحك

"ضحكته كل ما نزل… تصكني في قلبي"

أنا مدري كيف أشرح، بس في شي غريب يصير كل مرة ينزل زوجي من فوق أو يدخل علينا بعد مشوار أو حتى وهو جاي من مجلس ولا طلعة… يضحك.

بس مو ضحكة عفوية كذا تنفهم على طول إنها فرح أو شي حلو… لا. ضحكته غريبة.
كأن فيها سخرية؟ أو استخفاف؟ أو حتى استغراب؟
يعني أحيان أحسها ضحكة تقول: "يا الله على المنظر!"، أو "شوفوا اللي جالسة!"
أو يمكن أنا أبالغ؟ مدري.

بس الشعور مؤلم.
لأنها مو مرة ولا مرتين، كل مرة يرجع فيها، لازم تصير.
يدخل، يطالعني، فجأة تطلع ضحكته، ويكمل طريقه كأن شي ما صار.
وكل مرة أحاول أفسّر…
هل هو ضحك مجاملة؟ هل تذكّر نكته؟
هل في شي على وجهي؟ في لبسي؟ شكلي؟
هل وجودي بالنسبة له شي يضحك؟ ولا هو يستهزئ فيني بدون ما يقول؟
ليش ضحكته تطلع بلحظة أنا أكون فيها بأكثر حالاتي صمت وسكون؟
يعني ما في شي يضحك فعليًا، بس هو يضحك… وعليّ بالذات.

تعبت أفكر.
سألته مره، قلت له: "ليه تضحك كذا أول ما تنزل؟"
رد عليّ وهو يطالع بالجوال: "وش فيك حساسة؟ ما أقصد شي، ضحكة وخلاص".
بس أنا مو غبية، أعرف فرق الضحك العفوي، من الضحك اللي فيه معنى، نظرة، أو حتى استخفاف.
وفي عيونه دايم شي، كأنه شايف فيني شي ينقص، شي مو عاجبه، شي يحس إنه مضحك.

وصرت أكره اللحظة اللي يرجع فيها البيت.
أكون جالسة، مرتبة، أو حتى أحيان في أبسط حالاتي… لكنه يدخل، يضحك، ويكمل كأن اللي صار شي ما يُذكر.
وأنا؟
أنا قلبي يضيق، وأبتسم مجاملة، بس من جوّا أحس نفسي ولا شي.

عاد مو بس الضحكة، أحيان يصاحبها تعليق خفيف، بس كأنه يخبي سخريته وراها.
"وش ذا اللبس؟"، "وش سويتِ بشعرك؟"، "وجهك شكلك تعبان اليوم"،
يعني لازم تعليق، لازم ضحكة، لازم إحراج.

ما ودي أقول إنه يقلل مني، بس الحركات اللي يسويها تحسسني إني دايم تحت المجهر، ودايم فيه شي فيني ما يعجبه، بس ما يبي يقوله صراحة، فيطلعه على شكل ضحكة.

تعبت.
تعبت من الضحكة اللي مو مفهومة، بس مو مريحة.
ضحكته توجع أكثر من سكوته.
صرت أشك في نفسي، في مظهري، في طريقتي، صرت أطالع بالمراية ألف مره قبل لا ينزل، بس ما في فايدة.
الضحكة مستمرة.
والقهر؟ ما له نهاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق