كذا عاقبت زوجي اللي ينتقدني باستمرار!!!

 انتقاد الزوج لجسد زوجته، الزوج الذي يقلل من قيمة زوجته، الرجل الذي يتكلم عن زوجته بالسوء، عقاب الرجل الذي يبكي زوجته، الرجل الذي ينتقد زوجته باستمرار، 

كذا عاقبت زوجي اللي ينتقدني في كل شي، حتى في جسدي!!!

أنا ما كنت أتوقع يوم من الأيام إني أوصل لهالمرحلة… مرحلة أني أقعد أطلع بالمراية وأكره نفسي. مو لأني فعلاً مو حلوة، بس لأني تعبت من انتقادات زوجي المستمرة، مو حلوة مو مقبولة أبد، انتقاد الزوج لجسد زوجته، تعبت من كل كلمة سلبية يرميها علي كأنها مزحة، وهي تذبحني كل مرة.

كل يوم تعليق… بطني كبرت، بشرتي صارت باهتة، شعري خفّ، صدري ترهل… مع إنه يدري إني حملت وولدت، وتعبت، ومرّيت بفترة رضاعه ما كانت سهلة، بس ولا كأنه يقدّر. العكس، يحسسني إن جسمي صار عبء عليه، كأن الجمال لازم يظل ثابت وكأننا ما نكبر ولا نعيش ضغوط.

مو بس الشكل، حتى لو سويت شي من قلبي، طبخت له، رتبت له، لبست له… دايم يقلل من كل شي، والزوج الذي يقلل من قيمة زوجته ما يخرب بس العلاقة، يخرب ثقتها بنفسها ويحبطها بعد. حتى قدام الناس، قدام أهله أو ربعه، يتكلم عني كأني ثقيلة، أو إني ما أشتغل زين، أو إني نكدية… الرجل الذي يتكلم عن زوجته بالسوء يقلّ احترامها في عين كل من يسمع.

تعبت من الانتقاد، تعبت من التجاهل، تعبت من إني كل يوم أصحى أحاول أرضيه، وهو ينتقد زوجته باستمرار، على كل حركة، وكل كلمة، وكل تصرف. تعبت من الشعور إني مو كافية، حتى وأنا أبذل كل جهدي.

كم مرة بكيت قدامه؟ وكم مرة شاف دمعتي وسحب نفسه وراح، ولا حتى حاول يطبطب علي؟ هل عقاب الرجل الذي يبكي زوجته بس إنه يخسر احترامها؟ ولا المفروض أحد يعلّمه إن الكلمة تجرح، وإنه مو كل شي يمشي على مزاجه؟

أنا قاعدة أوصل لمرحلة كره، مو كره له، كره لذاتي. وهذا اللي أخاف منه أكثر من أي شي… إني أفقد نفسي، وأفقد ثقتي، وأفقد قدرتي على الحب.

أذكر يوم كنت واقفة قدام المراية قبل مناسبة عائلية، لبست عبايتي الجديدة، وتزينت على ذوقه… جاني، طالعني من فوق لتحت، وقال:
"والله ما أدري ليش تصرفين فلوس على شي ما راح يغيّر شي… العباية مو اللي محتاجة تغيير."

انكسرت جواي شي ما يتصلح. ضحكت غصب، بس قلبي انكسر. انتقاد الزوج لجسد زوجته مو دايم يكون مباشر… أحيانًا يكون بنظرة، أو تعليق مثل هذا.

ويوم ثاني، كنت جالسة مع أهله، وقال قدام الكل:
"عاد زوجتي ترى طباخة زينة… إذا عندها مزاج، بس لا تتحمسون، يمكن تحرق الغداء على بالكم سويت لكم مفاجأة!"
ضحكوا، وأنا ضحكت معاهم، بس من داخل حسيت إني زوجة تُهان بكلمة، ويضحك عليها الكل.

والمصيبة؟ حتى أمي يوم زارتنا، سمعته مرة يقول لي:
"أنتي وش فايدتك إذا حتى تربية العيال ما عرفتي لها؟"
قالها وهو يصرخ، والعيال سامعين، وأمي تسمع، وأنا طبعًا… صامته. الزوج الذي يقلل من قيمة زوجته، ما يقللها بس قدام نفسه، يكسرها قدام عيالها، وأهلها، وكل من حولها.

مرة من المرات، صحيت الصبح وهو عابس، قلت له:
"صاير شي؟"
قال: "إيه، صاير إني تزوجت إنسانة ما تشبه اللي كنت أطمح لها."
ما نمت ذيك الليلة، وكل الليلة بعدها. كنت أتمنى أختفي، أبكي بصمت، وهو الرجل الذي ينتقد زوجته باستمرار ولا يسأل ليه صرت خامدة، ليه صرت أسكت وقت الكلام.

وهذي مو مبالغة، أنا فعلاً كرهت زوجي بسبب كذبه وكلامه، حتى لما يقول لي "ما قصدت أجرحك"، أو "إنتي حساسة"، أحس إن عقلي مو لي، وأني طول الوقت أبرر له قسوته.

أنا ما أطلب شي كبير. بس أبي أكون مرتاحة. أبي أحس إني إنسانة. مو مجرد شي في البيت يعبي فراغه، ويرتب فوضاه، ويبتسم حتى وهو ينكسر.

صرت أدخل الحمام، أقفل الباب، وأطالع نفسي بالمراية وأسأل:
"هذي أنا؟ هذي البنت اللي كانت تضحك من قلبها؟ وين راحت؟"
كل مرة أقول بصبر، أقول بكرة يتغيّر. بس ما كان يتغيّر… اللي تغيّر هو قلبي.

كنت أسمع صديقاتي يحكون عن أزواجهم، اللي حتى لو غلطوا، يرجعون ويعتذرون. وأنا؟ كنت أعد الأيام اللي ما قال لي فيها شي يوجع. صارت الهدنة بيننا تُحسب بالأيام.

وفي مرة، كنت أجهز سفر للعيال عشان إجازتهم، قال لي:
"على شنو تعبين شنطهم؟ خليهم في البيت، ما يحتاج يتدللون وهم عند أمهم اللي ما تدري تدير بيتها!"
وانا رديت لأول مرة، بصوت ثابت، قلت له:
"لا تتكلم عني بهالشكل، لا قدامهم ولا وراهم."
نظر لي وكأنه مو مصدق، يمكن أول مرة يشوفني أواجهه.

عقاب الرجل الذي يبكي زوجته؟ هو يوم تقوم من تحت الركام، وتبدأ تشوف إن الحياة أكبر من إنها تُقضى في ترميم كسر ورا كسر.

في هذيك الليلة، ما نمت. جلست أفكر:
وش اللي باقي؟ كم مره لازم أسمع إني مو كافية؟ كم مره لازم أشكك بنفسي؟
صار لازم أقرر. يا أواجهه بوضوح… يا أبتعد قبل لا أنكسر للأبد.

اليوم اللي بعده، طلبت أتكلم معاه، بدون صياح، بدون دراما. قلت له:
"أنا خلاص. ما أبي أكمل بهالشكل. ما فيه احترام، ما فيه حب، ما فيه أمان. إذا تبي تكمل، لازم تتغير… وإذا ما تقدر، على الأقل لا تعيشني في جحيم وأنا عايشة."
سكت. ما رد. بس عيونه كانت تقول إنه لأول مرة يسمعني فعلاً.

مرت أيام بعد المواجهة. هو صار ساكت أكثر، أقل حدة، بس مو لأنه تغيّر… لأني أنا تغيّرت.

صرت ما أرفع صوتي، بس ما أتنازل.
ما أصارخ، بس ما أسكت.
ما أطلب، بس ما أتنازل عن كرامتي.

لاحظ إني مو مثل أول. صار يدورني بنظراته، يحاول يكلمني بلين، بس مو لأنه ندم، أحسه خايف يفقد السيطرة.
الرجال اللي ينتقدون زوجاتهم باستمرار مو دايمًا يشوفون المشكلة فيهم، لكن يشوفون إن فقد التحكم = خسارة.

وقالها:
"انتي متغيرة، صرتي جامدة، وين راحت الطيبة؟"
قلت له:
"اللي كانت طيبة، ماتت من كثر ما انكسرت."
ما صرخ، ما هاج. بس وقف، وطلع، وترك وراه صمت ثقيل.

الزوج اللي يقلل من قيمة زوجته، ما يعرف إنه قاعدة تتكون جواها نسخة جديدة، أقوى، أبرد، أذكى… نسخة ما تعطي فرصة ثالثة.

صرت أشتغل على نفسي، دخلت دورة عن العلاقات، قريت كتب، حطيت حدود.
صديقاتي قالوا: "رجعتي تضحكين!"
أيوه… لأن الرجل اللي يتكلم عن زوجته بالسوء، ما عاد له صوت في قلبي.

بس ما قررت أتركه… لسه.
كنت أبي أشوف: بيحاول؟ بيسوي شي؟ بيطلب فرصة حقيقية؟

لكن هو؟ رجع لنفس طبعه بعد أول أسبوع. رجع الكلام الجارح، رجعت الملاحظات.
مرة قال لي: "أنتي ثقيلة دم."
رديت عليه وأنا أجهز عيالي للمدرسة:
"أنا مو ثقيلة دم، أنت ثقيل عقل."

وهنا عرفت… ما راح يتغير.

بعد هالموقف، حسيت إن في شي داخلي انكسر بس ما وجعني… كأنه ارتاح.
كأن القرار اللي كنت أهرب منه صار واضح بدون نقاش.
الزوج اللي يبكي زوجته، ويقلل منها، وينتقدها دايم… ما يحبها، يحب إحساس السيطرة.

قعدت مع نفسي وسألت:
هل أقدر أعيش عمر ثاني مع شخص يشوفني مشكلة؟
هل أبغى عيالي يتعلمون إن الحياة الزوجية هي قهر وسكوت؟

رحت لأبوي، جلست معاه، وقلت:
"أنا تعبت، وحياتي مو كرامة فيها، أحتاجك تساندني."
وسكت، بس حضنني وقال: "من عيوني."

أكثر شي كان يشغلني: كيف بتكون ردة فعله؟
مو خوفًا، لكن لأنه طول عمره متعود يتحكم.

واجهته بهدوء، وقلت له:
"أنا راح أطلب الطلاق. ما أبي مشاكل، ولا فضايح، ولا أحد يعرف التفاصيل، بس أنا انتهيت."
ابتسم ابتسامة غريبة، وقال:
"براحتك… بس لا تندمين."
قلت له:
"الندم كان وأنا ساكته، الحين أنا أبدا أتنفس."

وبالفعل، مشيت بالإجراءات. ما صعبها، وما حاول يمنعني. كأنه ارتاح بعد، لأنه خسر السيطرة بس حافظ على صورته.

صديقاتي انصدموا، بعضهم قالوا "حرام، عيالك، الناس"، بس أنا كنت أعرف:
الحياة اللي ما فيها كرامة، ما تستحق نعيشها.

اليوم؟
أنا مو مثالية، بس أتنفس، أضحك، أعيش بدون صوت يطعن فيني كل يوم.
وأهم من كل شيء… صرت أعرف أنا مين، وكم أستاهل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق