أنا رجل متزوج منذ فترة طويلة، وأب لثلاثة أطفال أعمارهم متفاوتة. مرت السنوات بيني وبين زوجتي في استقرارٍ ظاهري، لكن الحقيقة أن مشاعرنا بدأت تبهت، خصوصًا في السنوات الأخيرة.
ابتعدنا عن بعض، حتى صرنا نعيش كأننا مجرد شركاء سكن، لا أكثر. لا حوار، لا تقارب، ولا حتى مشاعر بسيطة. ومنذ أن انقطعت العلاقة الجسدية بيننا، شعرت وكأن رابطًا مهمًّا قد انكسر دون رجعة.
مع مرور الوقت، بدأت زوجتي تهمل نفسها بشكل كبير، لا تهتم بمظهرها، ولا بصحتها، ولا حتى بعلاقتنا كزوجين.
حاولت أن أتحدث معها مرارًا، أن أُلمّح وأُصرّح، لكنها كانت دائمًا مشغولة بالأولاد أو بأمور البيت أو بتبريرات لم تعد تقنعني.
في ظل هذا الفتور، تعرفت على امرأة أخرى، كانت متزوجة، لكن كانت تعيش مشاكلها الخاصة، ووجدنا في بعضنا شيء يشبه المأوى…
بدأنا نقترب، نرتاح لبعض، ومرت الأيام حتى أصبحت مشاعرها تجاهي عميقة جدًا.
وحدث ما لم أتوقعه… قررت أن تُنهي زواجها، وأن تترك بيتها وطفلتيها، دون أن أطلب منها ذلك. كانت تقول إنها اختارتني بقلبها وعقلها، وإن ما وجدته معي لم تجده في زواجها.
بعد طلاقها، تمسكت بي أكثر، جاءت لزيارتي، كانت قريبة مني بكل التفاصيل، وفي كل لحظة كانت تؤكد لي أنها ضحت بكل شيء لأجل أن نبدأ حياة جديدة سويًا.
وكلما اقتربت أكثر، ابتعدت أنا خطوة للخلف…
كنت أُبدي لها نية الزواج، ثم أتراجع في اللحظة الأخيرة. أخاف على أطفالي، على بيتي، على اسمي كأب، كزوج.
ومنذ فترة قصيرة، تغيّر كل شيء داخلي.
تقربت من الله أكثر، صرت أحرص على صلاتي، على قراءتي للقرآن، على تهذيب أخلاقي وسلوكي. شعرت أني بحاجة لإعادة ترتيب نفسي من الداخل.
ومع هذا التحوّل، بدأت أشعر بصراع جديد:
هل أنا السبب في خراب بيتها؟
هل أتحمّل ذنب ابتعادها عن طفلتيها؟
وهل زواجي منها سيكون في ميزان الظلم أو العدل؟
المشكلة الأكبر… أني رغم تعلقي بها، ورغبتي الصادقة في الزواج بها، لا أستطيع نسيان أنها كانت لرجل آخر، وأنها عاشت تجربة زواج كاملة قبل أن تعرفني، بل وأنها خانته معي وربما تخونني لأجل شخص آخر لاحقا!!!
هذه الفكرة تؤلمني رغم يقيني أنها لا تُمثّل عيبًا شرعيًا، لكن قلبي يضعف أمامها.
أنا اليوم بين نارين:
رغبة في احتضان هذه المرأة التي أحبتني بصدق،
وخوف من ظلم بيتي الأول، وخسارة استقراري.
ضميري يعذبني، عبادتي لم تعد خالصة، لأن قلبي مشغول بتأنيب داخلي لا يهدأ.
أبحث عن مخرج…
عن كلمة تهدئ هذا الصراع…
عن قرار أستطيع أن أعيش معه دون ندم…
فهل الزواج بها هو تصحيح لمسار، أم تعميق لجُرح لم يلتئم؟
وهل أُقدم على خطوة قد تطيح ببيتي، أم أبتعد عنها وأتحمّل وجع الفقد مرتين؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق