زوجي يحب زوجته الثانية اكثر مني

 أنا متزوجة من سنوات طويلة، وربي رزقنا بأطفال، وحياتي مع زوجي بشكل عام كانت مستقرة، يمكن ما كانت مثالية بس كنت راضية. زوجي إنسان محترم، حنون على عياله، وعلاقتنا فيها ود واحترام، حتى لما ضاقت علينا الحياة شوي ماديًا، كنا نتحمّل مع بعض.

مؤخرًا صارحني إنه ناوي يتزوج، وقال لي بكل وضوح إنه بيكون على سنة الله ورسوله، وإنه بيعدل، وإنه ما راح يقصّر علي لا في بيتي ولا في عيالي.

كان قراره صعب علي… طبيعي، أي زوجة بتتألم وتغار وتحس بشي ينكسر داخلها، لكني قدّرت إنه كان صريح معي وما خبى عني شي. جلست مع نفسي كثير، وفكرت بعيالي، وبظروفي، وبالسنين اللي بيني وبينه… وقررت أكمل.

الزوجة الثانية اللي ناوي يتزوجها تشتغل معاه في شركته، من زمان وهي تشتغل هناك، وقبل ما يقرر يتزوجها. وبعد الزواج، راح تظل تشتغل معاه، لأن وضعه المادي حاليًا ما يسمح إنه يصرف على بيتين كاملين، فصار في اتفاق إنه هي تتكفل بمصاريفها الشخصية، وهو يوفر لها سكن خاص.

أنا ما اشتغل، ووقتي كله للبيت والعيال. وبسبب طبيعة شغله، كثير ما يرجع متأخر، متعب، يدخل ينام على طول، ما يمديني حتى أجلس معاه ولا أكلمه، والعيال بالكاد يشوفونه يوميًا. أنا كنت متحمّلة هذا الوضع، وقايلة الحمد لله، بس الحين… الوضع تغيّر.

اللي مضايقني ومو قادره أتجاوزه، إن زوجته الجديدة تقضي معاه أغلب يومه بالشغل. من الساعة 10 الصباح إلى 7 أو حتى 8 المساء، وهالوقت هذا مو محسوب من أيام القسمة اللي يفترض تكون متساوية بيني وبينها. يعني إذا يومه عندي، هو ما يكون معاي إلا يمكن ساعة أو ساعتين قبل النوم، أما هي، تقعد معاه بالشغل من أول اليوم، وأحيان تطلع معاه لمشاوير العمل، أو تجلس معاه في المكتب لساعات طويلة.

وأنا هنا، أنتظر نصيبي، وأحسب الدقايق اللي يقضيها في بيتي كأنها غنيمة، بينما هي معها الوقت والحديث والضحك، والقرارات، وحتى القهوة اللي يشربها… كلهم سوا فيها.

أنا ما أبي أظلم أحد، ولا أتهم زوجي بالتقصير، بس قلبي مو مرتاح… أحس إن الوقت اللي يقضيه معاها في الشغل هو وقت شراكة، هو اهتمام، هو مودة، حتى لو كان باسم "العمل"، وأنا أحس إني خارج كل هذا. زوجي يمكن يشوف إن العدل يتحقق لما يقسم الليالي، بس أنا شايفة إن الوقت اللي نقضيه سوا، والاهتمام، والمشاركة اليومية… كلها من حق الزوجة، مهما كان سببها.

فسؤالي الصريح والواضح:
هل الوقت الطويل اللي تقضيه زوجته الثانية معاه في الدوام، وهو نفس الوقت اللي ما أقدر أشوفه فيه ولا حتى أكلمه، يُحسب من العدل؟
هل من العدل إن علاقتها فيه تستمر طول النهار بالشغل، ثم تجيها ليلتها؟ وأنا يمر علي يومه وهو نايم من التعب، أو مشغول، أو حتى مو فاضي يسمعني؟
هل هذا الوضع ما فيه ظلم لي؟ ولا أنا اللي أحس زيادة؟

أنا أتكلم كزوجة تبغى تفهم… ما أبغى أظلم أحد، بس ما أبي أنظلم في المقابل. والله إني صبرت كثير، وساكتة عشان عيالي، وعشان حياتي ما تنهار، بس أحتاج أفهم… هل هذا اللي يصير يُعتبر من العدل بين الزوجات؟ ولا هو تمييز مغلف بشعار "العمل"؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق