ما أدري من وين أبدأ، بس أنا ما كنت أطلب شي كثير… كنت أبغى رجل.
رجل فعلاً، يغار، يحسسني إن لي قيمة، إن وجودي يعني له، إن شرفي وكرامتي خط أحمر عنده، مو بس زوج رسمي عايش معي في نفس البيت وكأنه ما له علاقة فيني.
كنت ألاحظ حاجات كثيرة تخلي قلبي يتكسر شوي شوي…
في كل مرة يحتك فيها مع أحد، أو يحتاج ينجز معاملة، إذا لقاها صعبة، يقول لي: "روحي أنتِ، كلميهم، يمكن يستحون منك".
حتى إجازته من الدوام، أعطاني جواله وقال: "كلمي مديري، يمكن يعطي إجازة"، تخيلوا؟
أنا اللي أطلب منه إجازة؟ أنا اللي أترجاه؟
كنت أحس إني صرت لسانه ويده، وصوته اللي ما يقدر يرفعه.
ويوم جاء وقت تجديد عقد الإيجار، قال لي: "أنا مشغول، شوفي الموضوع، بيمرون اثنين رجال، تفهمي معهم على السعر."
وأنا؟
بنت، واقفة لحالي في البيت، أتناقش مع رجال، وأتفاوض على مبلغ، وهو ولا كأنه فيه شي يستفز نخوته.
أصعب موقف ما أنساه، كنت تعبانة مرة… ثلاث أيام تعب، ودوخة، وضغط نازل، وأحس الدنيا تدور فيني…
طحت، وكنت لحالي.
هو شافني، شافني وانا أتهاوى، ولا تحرك.
اضطريت أتصل بجارنا، هو اللي حملني ووداني المستشفى…
وجوزي؟ واقف يشوف من الشباك، ولا حتى نزل يسأل وش صاير.
في ذيك اللحظة، عرفت إني ما أعيش مع رجل، أعيش مع جدار.
أنا اللي أدير كل شي، أنا اللي أحتك برجال، أنا اللي أشيل، أنا اللي أركض، وأنا اللي أنهار.
حتى علاقتنا كزوجين؟
ما كانت موجودة.
ثلاث شهور، ولا شي.
وأنا عايشة على أمل إنه يمكن مشغول، يمكن مضغوط…
لين يوم بالصدفة شفت شي كسر قلبي، شفت إنه يمارس العادة السرية.
وأنا؟ نايمة جنبه.
صرت أقول لنفسي: هو ليه تزوجني أصلاً؟
إذا هو مو بحاجتي، لا وجودي، لا قلبي، لا جسدي، ليه أنا هنا؟
مو المفروض أكون أنا مكان الراحة، أنا الأمان، أنا الحلال؟
ليه أحس إني مجرد قطعة أثاث؟ ساكتة، ساكنة، ما أحد يشوفني ولا يحس فيني.
أنا مو جاية أفضح، ولا أشتكي، بس…
أنا أبغى أحد يفهم.
أنا أبغى أحد يسمعني وأنا أقول: "أنا تعبت… تعبت من دور الرجل اللي صرت أؤديه في حياتنا، وهو موجود وما يسوي شي."
أنا ما طلبت غير رجل…
بس يمكن طلبي هذا صار ثقيل هالأيام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق