زوجي مطنشني شهرين عند اهلي

 أنا وهو كنا نحب بعض من أول يوم… بس أول زعل بينا خرب كل شي

من أول شهرين زواج بس… تخيلي، أول شهرين بس! وصرنا متزاعلين، والسبب؟ أمه.
هو كان يحبني، يطير فيني، يغلي ترابي، بس يوم صار الزعل، قلب فجأة وصار يسمع كلام أمه بالحرف، وكأني مو نفس البنت اللي تزوجها وكتب لي فيها شعر.

الزعل هذا ما كان بيننا وبس، لا… انتشر الخبر وصار الكل يتكلم، أمه تحكي وتمد، أمي تنجرح وترد، والحريم زادوا النار حطب، كأنهم يستنون أي شق عشان يكبرونه.
والحكي بدأ يكبر ويتحوّر، وطلعوا لي سوالف ما قلتها، وأقوال ما سويتها، وصار هو يسمع من كل صوب، وأمه كل يوم تزود وتوصل له، إلى أن صار يهددني بكلمة "طلاق" بين السطر والثاني.

أنا صبرت، وقلت في نفسي: دامني حامل، ما أبي أنفصل وأنا بهالحالة، ما أبي أولد وأنا مطلقة.
ورجعت بيت أهلي، وجلست فيه سنة كاملة، بدون لا يسأل، بدون ما يرسل، بدون ما يصرف حتى دينار واحد.
جاء رمضان، وجاء العيد، وأنا الضحية… وهو؟ ولا كأنه لي وجود.

ولا أنا بادرت، ولا هو حاول.
وكنت أقول بيني وبين نفسي: يمكن ينتبه، يمكن يحن، يمكن يحس بولده اللي ما شافه حتى وهو يكبر في بطني… بس لا حياة.

إلين دخلت التاسع، وجا يوم من الأيام وتفاجأت فيه، جاي ومعاه أبوه وأخوه وأخته… وكلموا أمي، وكلّموني.
أنا كنت محتاجة هاللحظة، بس برضو كنت مقهورة… مو من الزعل، من اللي وصل له، من اللي خلانا نبتعد سنة كاملة، من الحكي اللي لو كل طرف سكت عنه من البداية، كان ما صار فينا اللي صار.

طلبت رضاوتي، طلبت ذهب بقيمة ألفين دينار، مو طمع، بس كرامة.
أمه ما جت، ولا باركت، ولا حتى سألت.

بعدها كملت شهري، وولدت عند أمي.
رجعنا لبعض، بس قبلها صار بينا عتاب… كل شي لازم يطلع.
هو يقول: ليش خليتي الناس يدخلون؟
وأنا أقول: ليش سمعت لكلام الناس؟
هو يقول: كيف قدرتي تطنشيني سنة؟
وأنا أقول: كيف قدرت تصبر عني؟ وأنا حامل بولدك؟

كل شي بيننا كان حلو، إلا لما دخلوا الحريم.
تعلمت بعدها درس: لا أحد يدري إني زعلت، لا أمه، لا أمي، ولا حتى أختي.
إذا زعلت؟ أسكت، وأجلس في بيتي، وأنتظر.
صرت أعرف الحين إن اللي يدخلون بين الزوجين هم أول ناس يفرحون بانفصالهم.

وأحيان، لما أكون عند أمي، كانت تجيني لحظات اشتياق…
أبكي بدون صوت، وأتذكره، وأتساءل: كيف قدر يبعد عني؟ كيف؟
كنت أضعف، بس ما كنت أظهر له، ولا حتى لنفسي.
وفي نفس الوقت، استحي أطلب من أمي فلوس، لأني طولت عندها، حسيت نفسي ثقيلة عليهم، وهم ما قالوا شي، بس الإحساس يقتل.

يمكن نسيت تفاصيل، بس في أشياء ما تنسى…
شرات لحظة الولادة، وأنا لحالي، وهو مو موجود…
مثل عيد مر علي وأنا أتحسّف إني زوجة مو محسوبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق