زوجي تركني عند اهلي ثلاث شهور

 زوجي تركني عند اهلي ثلاث شهور، زوجي مطنشني شهرين عند اهلي، زوجي تركني عند اهلي بدون مصروف، كيف أخلي زوجي يجي ياخذني من بيت اهلي، زوجي هاجرني عند اهلي، زعلانه في بيت اهلي وزوجي ماسأل عني، زوجي رافض ياخذني من بيت اهلي، زوجي مايتصل ولا يرسل، معلقة في بيت أهلي.

تركني عند أهلي عشرة شهور… وكنت أحترق بصمتي"

تتخيلين إنك تصحين كل يوم على نفس الإحساس؟
إحساس مو واضح… لا هو حزن صريح، ولا راحة حقيقية. شيء بين القلق والصبر، بين الترقب والخذلان.
أنا زوجي تركني عند أهلي عشرة شهور… عشرة شهور كاملة ما قال لي "تعالي"، ولا حتى "شلونك؟"

كل تواصل بيننا كان رسمي جدًا، ما يتعدى رسالة عن حاجة ولدي. حليب، حفايض، ملابس ناقصة.
ولا مرّة طلبت منه شيء لي، ولا لمحّت له إني أحتاجه.
كنت أقاوم رغبتي في إني أرسل، إني أحنّ، إني أقول له "كفّى"، لكن كرامتي كانت تصرخ كل مرة وأقول لنفسي: "لا، خلك واقفة".

صرت أحط في حالتي بالواتساب كلام يمدحني، يبين قوتي، ثقتي بنفسي، أنوثتي، حلاي وأنا بعيدة.
كنت أعيش دور المرأة اللي ما تهزها غيبة رجال، بس والله العظيم، كنت أحيانًا أطيح أبكي في آخر الليل وأقول: "ليش؟ أنا وش سويت له؟"

وكان هو، يرد بطريقته.
يحط خلفيات كأنها موجهة لي:
"ما خسرت إلا الرخيص"
"أكره اللي يبيع العِشرة بسرعة"
كنت أنقهر، وربي أحس صدري يضيق، أحسني بتفجر، بس ما كنت أبين له.
وكل مرة كنت أرسل لربي استخارة: "يا رب، إن كان فيه خير، رجعني له، وإن كان فيه شر، صرفه عني واصرف قلبي عنه".

اللي وجعني أكثر… إنه ما حاول، ما بادر، كأنه مرتاح وأنا بعيدة.
بس لما كان يجي يجيب أغراض الولد، أول مرة استقبلته بنفسي… بعدين لا.
كنت أخلي أخواني الصغار ياخذونها منه، أبيه يحس إن وجوده صار عابر.
بس لما يتصل علشان ياخذ الولد، أنا اللي أطلّع الولد، وأسلّمه له. كنت حريصة ما أوصل له أي ضعف. ما أبيه يحس إني ندمانة أو متضايقة.

اللي ما كنت أعرفه، إنه كان يراقبني من بعيد.
كان يشوف كل شي، يحلل كل حالة أحطها، كل كلمة، كل تصرف.

لين جاء ذاك اليوم اللي ما كان على البال…
رنّ جوالي، وكان هو…
قال لي بصوته اللي أعرفه زين:
"ما ودّك ترجعين لبيتك؟ ولا عاجبتك الجلسة عند أهلك؟"

سكت شوي، قلبي دق، وقلت له بكل هدوء:
"مافيه أحد يرتاح ببيته الثاني، بس فيه ناس تعوّدوا على غياب اللي يحبونهم."

هو انفجع من ردة فعلي، لأني مو أنا اللي دايمًا أراضي، مو أنا اللي أول ما يزعل أركض وراه.
هو كان متعود إني ألين، إني أتنازل، إني أجي أداوي بدون ما أطلب شي. بس هالمرة، كنت صامدة.

رجعت له.
رجعت وأنا مو منهزمة، رجعت وأنا قوية، وهو اللي قالها بلسانه:
"كنت أراقبك، وكنت مستغرب، بس كنت أبي أشوف… هل بترجعين؟ ولا خلاص؟"

هو رجعني لأنه شافني غير، شافني صرت أعرف أقف، أعرف أوازن، وأعرف أعيش حتى وأنا موجوعة.

ما أقول إن الألم راح، بس أقول إن الكرامة ما تطيح إلا إذا احنا خليناها تطيح.
ويمكن أكون رجعت، بس مو نفس النسخة اللي تركها قبل عشرة شهور.

ادعوا لي، إن ربي يهديه ويهدي قلبي معاه…
وإن كل وحدة انظلمت، تلقى في يوم كرامتها، وسندها، وحقّها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق